تاريخ مستشفى حريق الفجر الكارثي".. نكشف المسكوت عنه بـ"مؤتمر الأمير والوزير"

سردت مصادر قيادية في المديرية العامة للشؤون الصحية بمنطقة جازان، تفاصيل تاريخ مستشفى جازان المركزي الكارثي الذي أودى حريقه بأرواح العشرات قبل أقل من شهر، وكشفت تفاصيل أخرى عن مستشفيات بمنطقة جازان؛ ذلك بعد ما تم إعلانه في مؤتمر أمير المنطقة ووزير الصحة، عن عرضية الحادث دون الكشف عن متهمين ومدانين، ووسط مطالبات من المواطنين برفع مستوى التحقيقات.
مفاصل الكارثة
وكشفت المصادر عن أحداث دارت في تلك الأوقات وتعتبرها أهم مفاصل القضية والتحقيقات في الكارثة، مطالبةً أن يتم الأخذ بها بعين الاعتبار، من قِبل لجنة التحقيقات، التي أعلنت نتائجها مؤخراً ولم تكشف عن متهمين؛ حيث كشفت تفاصيل المستشفى من الترسية وحتى الحريق.
الترسية والمماطلة
وبدأت المصادر بالحديث عن فكرة البرج الطبي عام 1425 للهجرة، وقالت: "عندما اقترح مدير صحة جازان في ذلك الوقت، فكرة البرج الطبي وافقت عليه الوزارة، وتم حجز مبلغ قارب 90 مليون ريال، وتم إنشاء البرج بمبلغ قارب الخمسين مليون فقط، على أمل أن يتم بالمبلغ المتبقي برج آخر، ولكن هذا المشروع لم يرَ النور؛ بسبب مماطلة الوزارة".
استشاري غير معروف
وتابعت: "تم طرح المشروع عن طريق المنطقة، وتعميد مكتب استشاري "غير معروف" بعمل المخططات وبعد عمل المخططات اعترض المهندسون على تلك المخططات، وقالت المصادر: "المخططات لا تشمل صيدلية ولا مطبخاً ولا مبنى للإدارة ولا مبنى للعلاج الطبيعي، واستمرّ العمل به لمدة قاربت تسع سنوات، وحتى عام 1429هـ وتم إضافة بعض الأقسام كالصيدلية والمختبر والتغذية، ولكن هناك أقسام لم يتم إضافتها كالعلاج الطبيعي والإدارة
شروط السلامة!
وتواصل المصادر سرد وقائع مستشفى الكارثة: "في عام 1431هـ تم الانتهاء من الإنشاء، وتم استدعاء الدفاع المدني، وصدر تقرير في ذلك الوقت يفيد بأن المخططات مطابقة لشروط الأمن والسلامة والإطفاء، وعليه تم البدء في ترسية عقود الصيانة والنظافة والتجهيزات، وتم التجهيز بمبالغ كبيرة جداً قاربت 100 مليون، وتم ترسية عقد الصيانة والنظافة على شركة بمبلغ 26 مليوناً، وقبلها تم رفع المخططات للوزارة، وأبدت موافقتها عليها".
ضغوط رقابية
وتابعت المصادر: "انتهى المبنى، وبدأت جهة عليا في المنطقة والجهات الرقابية ومكافحة الفساد تمارس ضغوطاً حول: لماذا لم يتم فتح البرج وقد أكمل تسع سنوات؟ جاء فيه استفسار ومطالبة بالإفادة عن أسباب تأخير تشغيل البرج الطبي رغم جاهزيته، وهو ناتج عن تجاوب مع "سبق" حيال مادة منشورة في ذلك التاريخ عن طفح مياه المجاري، وتطرقت لتأخير تشغيل البرج".
"المدني" يتراجع
وأضافت: "تشكلت لجنة من مهندسي المنطقة لاستلام البرج وقاموا بالاستلام، على أنه "مطابق"؛ ذلك في محضر تحتفظ "سبق" بنسخة منه، وبدأت مرحلة الإعداد للتشغيل التجريبي لاختبار الأنظمة، وهنا تدخل الدفاع المدني ووضع شروطاً جديدة، فقالت له "صحة جازان": "أنتم اعتمدتم المبنى عام 1431"، فردوا عليهم بأن معايير السلامة تطورت وعُدلت خلال السنتين الماضيتين.
التعديل لم يتم!
وتابعت المصادر القيادية: "أحضروا المقاول الإنشائي وطلبوا منه التعديل فرفض، وقال: أنا ملزم بالمواصفات التي وقعتم معي العقد عليها عام 1425، ولم يجد المهندسون حلاً إلا تعميد شركة الصيانة والنظافة بتلافي الملاحظات ووافقت شركة، تحتفظ "سبق" باسمها، على ذلك، وبدأ التشغيل التجريبي لاختبار الأنظمة، وجاء الدفاع المدني مرة أخرى، ووجد أن معظم الملاحظات لم يتم تعديلها من قبل الشركة.
سالب ومماطلة
واستطردت: "عندما جاء الدكتور حمد الأكشم، ووجد أن شركة الصيانة تماطل في تنفيذ توصيات الدفاع المدني كلف مهندساً ليكون مدير الصيانة والنظافة بمستشفى جازان العام، وبدأ يحسب لهم العقد بالريال، صدرت مسيرات الأشهر الأربعة الأولى بالسالب، بمعنى أنه لم يدفع لهم ريالاً واحداً؛ لأن عدد العمالة لم يكن حسب العقد، ولم يقوموا بتلافي الملاحظات".
هجوم واستلام!
وبيّنت المصادر: "شُن هجوم شرس على المهندس، ولكن كان هناك دعم له من المساعد للمشاريع المهندس سعيد باسودان والمدير العام الدكتور حمد الأكشم، ولكن حصل تدخل، وبعدها تم إرسال مهندس من الوزارة، وعندما وصل ذلك المهندس كان معه خطاب باستلام الصيانة والنظافة بالمستشفى بدلاً منه".
توجيه بالتلافي
وعاد الدفاع المدني مرة أخرى لزيارة المستشفى، ووجد أن هناك ملاحظات لم يتم تلافيها، فقام المدير العام في ذلك الوقت بمخاطبة وكيل الوزارة للشؤون الهندسية، وشرح له جميع ما حصل وأن الاستلام ابتدائي، وأن هناك مماطلة من المقاول الإنشائي وشركة الصيانة في تلافي الملاحظات، وأن المنطقة لم تصرف حقوق الشركتين في ذلك التاريخ، ووجه بتلافي الملاحظات فوراً ووجه صورة من خطابه للنائب والوزير آنذاك.
عيوب إنشائية
وقالت المصادر: "فعلاً تم تلافي معظم الملاحظات، عدا تلك التي تتعلق بالعيوب الإنشائية، فقام المدير العام "الأكشم" بمخاطبة مدير الدفاع المدني وكيل الإمارة في ذلك الوقت، أن الملاحظات تم تلافيها ولم تبقَ إلا ملاحظات إنشائية، ويطلب منه تشكيل لجنة هندسية من الدفاع المدني و"الصحة" لتحديد هذه الملاحظات، والاتفاق عليها والرفع بها للوزارة، لا سيما وهي تتطلب مبالغ مالية وميزانية وطرح منافسة للتعديل والتنفيذ".
سبب الحريق
وكشفت: "في الأشهر التسعة الأخيرة كانت هناك صيانة ركزت على تغيير فينيل الأرضيات والحمامات ولكن المشكلة الكبرى كان إصلاح سقف الحضانة؛ حيث قامت الشركة بإزالة الإمدادات بالسقف"؛ حيث رجحت المصادر القيادية أن يكون هذا الأمر سبب عدم الإنذار المبكر عند الحريق".
وأوضحت المصادر: "هذه حكاية البرج الذي كان التشغيل التجريبي له في 1433هـ، أما الافتتاح فكان إلكترونياً بعد أكثر من سنة عندما قام الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- ووزير الصحة سابقاً الدكتور "الربيعة"، بافتتاح عدد من المشاريع على مستوى المملكة إلكترونياً، ومن ضمنها مستشفى جازان العام والخوبة".
غرق وطفح مجاري
وتتابع: "كان في أحداث ترسية مشروع البرج استلام مستشفى صبيا وأبو عريش، وكانت هناك ملاحظات على الإنشاء والتجهيز واعترض مرة أخرى المهندسون، وكان أشهر المعترضين فني صيانة "علي شار"، ونشر موضوعاً عن ذلك في جريدة "عكاظ" في حينها.
واختتمت المصادر حديثها قائلة: "حدث وأن غرق مستشفى أبو عريش بعد أشهر من استلامه مع أول زخة مطر، كذلك طفحت المجاري في صبيا بعد أسبوعين من استلامه، مما يؤكد وجود عيوب.
المصدر
سبق

تسلمين المها
عالطرح المميز

لابد من وجود محاسبة فيه ناس ماتخاف الله

يعطيك العافية على كل الجهود وبالتوفيق للجميع

اشكرك على جهودك المبذولة وتألقك مشرفتناالمتالقة

ربي يعافيكم

منورين

ربي يعافيك مها عطاء وحضور مميز
دمتي بتألق وسعاده

ربي يعافيك ريومه

منوره