
علمت "سبق" من مصادرها بأن المدير العام للشؤون الصحية بمنطقة مكة المكرمة وجَّه مستشفى الولادة والأطفال بتشكيل لجنة طبية استشارية في تخصص أمراض النساء والولادة والتخدير، التي بدورها قامت بصفة عاجلة باستدعاء جميع الطاقم الطبي والكادر التمريضي اليوم الاثنين المباشر لحالة مريضة توفيت أثناء توليدها؛ للتحقيق معهم، وأخذ أقوالهم، وتوثيقها. فيما تواصل اللجنة استدعاء الطبيبة المعنية بالشكوى وجميع الأطباء المتعاونين معها في حالة المريضة؛ للتحقيق معهم، كلٌّ على حدة.
وتناقش اللجنة الإجراءات التي اتُّخذت للمريضة منذ لحظة وصولها للمستشفى إلى حين وفاتها، ومتابعة ما تم تدوينه في الملف الطبي الذي تم التحفُّظ عليه من قِبل اللجنة، ومعرفة سياسات وإجراءات قسم النساء والولادة بالمستشفى ذاته، ومدى تطبيقها حسب الأعراف والأصول الطبية المتعارف عليها.
و"سبق" ستوافيكم بما تنتهي إليه اللجنة في حينه.
وتفصيلاً، القصة كاملة يرويها الزوج المكلوم بعدما فَقَد زوجته بسبب خطأ طبي، أزهق روحها، وجعلها تترك وراءها ستة أطفال.
قال عماد عصمت، زوج المتوفاة: في صباح يوم السبت الماضي حضرت مع زوجتي لمستشفى خاص للمراجعة الدورية مع الدكتورة للحمل في اليوم العاشر من شهرها التاسع، وعندما كشفت عليها الدكتورة قالت إن الرحم مفتوح 3 سم، وهناك قطرات من ماء الرحم، وحانت الولادة، ورفضت الدكتورة خروجنا من المستشفى بحجة أن الولادة قربت، وقالت ليس هناك وقت؛ فأدخلتها غرفة العملية الساعة التاسعة والربع صباحًا تقريبًا.
وأضاف: بقيت زوجتي في غرفة العمليات إلى الساعة الرابعة عصرًا، ولم تحدث ولادة؛ ما جعل الدكتورة تعطيها إبر طلق صناعي، وفتح الرحم تقريبًا 5 سم ولم يحدث شيء. بعدها استخدمت الدكتورة يدها في توسيع فتحة الرحم، وهذا - على لسان زوجتي - آلمها بعد ولادتها، وقد عذبتها أشد التعذيب؛ لكي تولدها. وقد نزفت زوجتي بشكل مريع، وانتظرت أنا وأولادي إلىالساعة السادسة مساء، وسألتهم عن التأخير فأفادتني الدكتورة بأن زوجتي حالتها خطيرة، وعندها قصور في التنفس، وهبوط في الضغط؛ وتحتاج لأكسجين.
وتابع: ذهبت إلى غرفتها، وأصبحت أشاهدهم يعطونها الأكسجين، وأصبح الموقف خطيرًا، وقد أحضروا بعد فترة أجهزة كبيرة، قد تكون تصوير أشعة تلفزيونية، أو "سونار"، أنا لا أعلم ما هي، وقالوا لي إن هناك تجمعًا دمويًّا داخل الرحم، وجاءت دكتورة مناوبة فكشفت، وقالت لا يوجد شيء، وبعد الساعة السابعة استُدعيت الدكتورة نفسها، وشاهدتها تجري وهي مفزوعة، وأدخلت الدكتورة يدها مرة أخرى في رحم زوجتي،وقالت لا يوجد دم، والدم متكدس داخل الرحم، وإنما هذا طبيعي بعد الولادة. بعدها ذهبت أنا إلى المسجد لصلاة العشاء.
وأردف الزوج: ومن ثم اتصلت بي أم زوجتي بالجوال الساعه الثامنة وأربعين دقيقة، وقالت الحق زوجتك دخلت في غيبوبة، وأخرجوها إلى غرفة أخرى لإجراءعملية ضرورية، فأسرعت للحاق بها، وحاولت الدخول، فمنعوني من ذلك، لكنني دخلت بالقوة؛ لأن الوضع أصبح لا يُحتمل، فوجدتها في غرفة ليست مجهزة تجهيزًا طبيًّا.
وتابع: رأيت الدكتورة ومَن معها من الكادر الطبي وزوجتي شبه عارية بينهم. علمًا بأن زوجتي ملتزمة دينيًّا، ولم تُكشف على غريب؛ فصرعني الموقف، فقالوا نحن ننعشها، لا تقلق، فنظرت إلى وجه زوجتي وهي مغمضة العينين، ولا يوجد أكسجين وقتها، ومن المفترض أن يكون الأكسجين على فمها وقت أي عملية، وجسدها عار، وليس على رأسها غطاء، وكلها عارية، وعورتها مكشوفة، والأطباء كلهم لا يرتدون كمامات،وكأنهم ليسوا أطباء، ولا يلبسون لباس العملية، وهذا شيء يدعو للقلق، ولا يوجد في يد زوجتي لا إبر ولا "ليات مغذيات"، ولا أكسجين.
وأردف: وما رأيته هو أن اثنين يضغطان على بطنها بقوة، والآخرون ينشفون الدماء. وفقدت أنا أعصابي، فأخرجوني بالقوة، واتصلت بأهلي كلهم، وقد حضروا جميعًا، وانتظرنا ماذا سيحدث، والأطباء يدخلون ويخرجون، فأمسكت بأحدهم، وقلت له: طمني. فقال لي:هي تحتاج إلى نقل دم، فقلت له نحن كلنا موجودون، وسنتبرع لها، فقال لي لقد أتينا بثلاثة أكياس من الدم، ولا نحتاج لشيء الآن. هي بصحة جيدة.
وبيّن: كان ذلك تقريبًا الساعة العاشرة والنصف، وبعد الساعة الحادية عشرة أخذوا بالخروج الواحد تلو الآخر، وخرجت الدكتورة، وأغلقوا الأبواب بإحكام، وقالت لنا الحالة صعبة، ولا تستجيب، فاقتحمت أنا الباب بقوة وكسرته أنا ومعي أخواتي، ولقيت اثنين لا أعلم هل هما ممرضان أم طبيبان، هربا إلى داخل غرفة صغيرة، وأغلقا عليهما الباب، وألقيا بطانية كانا يحملانها ليغطيا بها زوجتي، وكانا خائفَيْن، ونظرت فوجدت جثة زوجتي على السرير خلف الباب عارية، لم يتمكنا من تغطيتها بعد، فحملت البطانية من اﻷرض، وغطيت بها زوجتي، وغطيت وجهها ورأسها بطرحتها.
وواصل: بعدها نظرت وإذا هناك جثة ملقاة في الأرضومغطاة ببطانية، وقد فارقت الحياة؛ فصعقت لما جرى لزوجتي وقد فارقت الحياة؛ فهرب الجميع، ولمست جسد زوجتي فإذا به بارد وشاحب، فأيقنت أنها ماتت منذ فترة تتعدى الساعتين، وكانوا طيلة الفترة يحاولون استخراج الدم وإيهامنا بأن الوفاة هبوط في الدورة الدموية، أو هبوط في الضغط، وإنما بإهمالهم وتقصيرهم وضربهم لها بحجة أنهم ينعشونها حتى فارقت الحياة.
وختم قائلاً: أطالب وزير الصحة والمسؤولين بصحة مكة بمحاسبتهم جميعًا، وإعطائي حقي الشرعي من هؤلاء المتسببين في وفاة زوجتي، وأطالب كل المسؤولين بالنظر في موضوعي وإعطائي حقي الشرعي والاقتصاص. وحسبي الله ونعم الوكيل فيهمجميعًا.
ومن جانبه، أكد الناطق الإعلامي بصحة مكة عبدالوهاب صدقة شلبي أن الجهات المختصة باشرت التحقيق في شكوى مواطن، اتهم مستشفى خاصًّا بالتسبب في وفاة زوجته أثناء الولادة.
وقال "شلبي": إن الإدارات المختصة بالمديرية العامةللشؤون الصحية تحفظت على ملف المريضة المتوفاة، وتم حظر من له علاقة بالحالة من السفر، وإجراءالتحقيقات اللازمة مع المسؤولين بالمستشفى؛ وذلك تمهيدًا لعرضها على لجنة استشارية طبية لدراستها، والتحقيق مع الفريق الطبي المعالج لإكمال الإجراءات الإدارية والفنية من قِبل الجهات الرسمية، وإعداد تقرير مفصل بذلك.
المصدر
سبق