
رأى الصحافي الفرنسي الخبير بشؤون المنطقة والإرهاب جورج مالبرونو، أن كل المؤشرات الميدانية تُفند "نتائج التحقيق الذي توصل إليه "حزب الله" في وقت قياسي"؛ ذلك تعليقاً على إعلان "حزب الله" رسمياً، أمس، خبر اغتيال قائده العسكري في سوريا ووزير أمنه مصطفى بدر الدين، على يد "تنظيمات تكفيرية متشددة في دمشق".
وقال "مالبرونو" في حسابه على "تويتر"، نقلاً عن دبلوماسي في دمشق مواكب عن قرب للأحداث في المنطقة: "يستحيل على أي تنظيم في المنطقة، مهما كانت الأسلحة التي في حوزته أو دقتها تنفيذ مثل هذه العملية المعقدة".
وأضاف: "مسارعة حزب الله إلى إغلاق ملف اغتيال زعيمه يدعو إلى التساؤل أكثر مما يقدم من إجابات، ذلك أن اغتيال بدر الدين، يُمثل نجاحاً كبيراً؛ نظراً لمكانة الرجل في الحزب، وهو ما يجعل منه صيداً ثميناً، ستسارع كل الحركات المتشددة في إطار صراعاتها الداخلية والمناطقية لتعزيز حضورها في سوريا على تبنيه، وهو الأمر الذي لم يحصل حتى اليوم، وهو ما يدفع إلى استبعاد هذا الأمر".
ونقل الصحافي الفرنسي عن مصدره الدبلوماسي، القول: "رغم إعلان الحزب، فإن كل المؤشرات تفيد بتورط إسرائيل في إطار سلسلة الاغتيالات لقيادات حزب الله، ولكن الحزب يرفض تحميلها هذه المسؤولية؛ لتجنّب مواجهتها في هذه الظروف القاسية".
وأضاف المصدر: "لا يُمكن لإسرائيل التعويل على تنظيمات متشددة في المنطقة لاغتيال بدر الدين بالوكالة، أو بإمدادها بأسلحة متطورة قادرة على ذلك في ظل العلاقات الوثيقة التي تربط جبهة النصرة مثلاً بإسرائيل، والمعلومات التي نملكها عن القيادات والمقاتلين من الجبهة الذين يتلقون العلاج في إسرائيل، لكن ذلك مستحيل عملياً لدقة وتعقيد مثل هذا الاغتيال".
وقال "مالبرونو": "الحزب الذي نجح في تحديد مصدر النيران التي قتلت قائده العسكري، فشل في الوقت نفسه في تحديد الجهة المسؤولة عن ذلك، فإذا كان قادراً على تحديد مصدر النار، وطبيعة القذائف التي أصابت المنطقة، فإنه لا بد أن يكون قادراً على معرفة الجهة التي أطلقت النار، ومن أي منطقة خاضعة لهذا الفصيل أو ذاك، وإعلان الجهة المسؤولة عن العملية، وهو ما لم يحصل حتى الساعة".
ووفق صحيفة "الراي" الكويتية لم ينجُ "وزير الأمن" في تنظيم "حزب الله" مصطفى بدر الدين، مساء الخميس، من هجوم تم عبر صاروخين "جو- أرض" استهدفا أحد المباني في حرم مطار دمشق الدولي، في حين استطاع اللواء الإيراني قاسم سليماني الهروب قبل وقوع الحادثة.
ونقل موقع "24" الإخباري عن صحيفة "الراي" الكويتية، أمس السبت، أن صاروخين قتلا "بدر الدين" وجرحا 5 آخرين من تنظيم "حزب الله" عند قرابة العاشرة والنصف من مساء الخميس، بعد أن تم استهداف المبنى الذي كان يستخدمه التنظيم، وهو عبارة عن قاعة كبيرة في حرم مطار دمشق الدولي كانت موضوعة بتصرف التنظيم لأغراض لوجيستية وقيادية؛ نظراً لشراكته مع النظام السوري في الحرب الدائرة هناك.
وأحدث الصاروخان انفجاراً هائلاً في المبنى الذي كان موضوعاً في تصرُّف الحزب، فدُمّر على نحو كامل، وأكدت مصادر مطلعة للصحيفة أن الصاروخين ضربا المبنى بعد نصف ساعة من مغادرة قائد لواء القدس قاسم سليماني له؛ إثر اجتماع عقده مع "بدر الدين"، وهو ما يعني من وجهة نظر مراقبين أن "إسرائيل" حيّدت المسؤول الإيراني، وانتظرت خروجه من المبنى قبل أن تقصفه.
ويتابع تقرير الصحيفة أن "بدر الدين" كان تعرض لمحاولة اغتيال في العام 1996 أثناء عملية "عناقيد الغضب"، حين ضربت طائرات إسرائيلية شقة كان يتواجد فيها في منطقة الشياح في الضاحية الجنوبية لبيروت، وأصيب خلالها بجروح طفيفة.
المصدر
سبق