القسم الإسلاميكل مايخص ديننا الحنيف على مذهب السلف الصالح العلوم الشرعية علم الحديث علم التفسير علم الفقه الإسلامي دراسات إسلامية |
![]() |
| أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() | المشاركة رقم: 1 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| ![]() السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كيف الحال باختصار الموضوع للتعريف بأشهر المعتقدات الموجودة بالعالم واتمنى مااحد يطرح أضافة لحاسية الموضوع والذي لابد فيه من التدقيق والبحث وهي مهمة صعبة أسأل الله تعالى العون والهدف أولا معرفة نعمة الله علينا بهدايتنا للإسلام وثانيا التوعية حتى لا نقع في شبهاتهم يسرني تواجدكم وتعليقاتكم للنقاش حاكم على الخاص حتى نحافظ على تماسك الطرح نبدأ وبالله نستعين | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() | ![]() |
![]() | المشاركة رقم: 2 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| ![]() بسم الله الرحمن الرحيم الحلقه الاولى : قال تعالى (ومن اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة اعمى ) الحرب بين بني آدم وعدو الله إبليس حـرب قديمة بدأت منذ خلق الله آدم ، وأمر ملائكته بالسجود له فسجدوا إلا إبليس ، عليه لعنة الله ، فطـرده الله من رحمته ، وأخرجه من جنته . وعندها أقسم الشيطان لرب العالمين بعزة الله ليغوين بني آدم أجمعين ، وأنه لن يتـرك بـاب فسـاد إلا فتحه لهم ، ولن يدع جهة شر يمكنه أن يأتيهم منها إلا فعل ، ومن يومها بدأت المعركة . ولقد نجح إبليس في مهمته نجاحاً منقطع النظير ، واستهوى الناس وأغواهم بشتى الطرق ، ولبَّسَ عليهم بمختلف الحيل حتى أضلهم عن سواء السبيل . ولم يعد عجباً أن تسمع عن أناس يعبدون الحجر أو الشجر ، وآخرين يعبدون الشمس أو القمر ، وقوم يعبدون البقر حتى عبد أقوام الفئران وتدنى قوم وتدنسوا وعبدوا الفروج . وكل هذه عبـادات شيطانية ولكن في صورة ملتوية شيئاً ما ، ومهما كنت أظن - ويظن عاقل من العقلاء - فما كنت أظن أن يُتخذ الشيطانُ إلهاً معبـوداً ، وربَّاً مرغوباً مرهوباً ، تقـام له الطقـوس ، وتقدم له القرابين ، ويُبذَل الوسع لنيل محبته ورضاه !! اولا من هم عبدة الشيطان : عبدة الشيطان: قوم اتخذوا من إبليس ( لعنه الله ) معبوداً ، ونصبـوه إلهاً يتقربون إليه بأنواع القرب ، واخترعوا لهم طقوساً وترَّهات سموها عبادات يخطبون بها وُدَّه ، ويطلبون رضاه . نشأة هذه العبادة هذا الفكر المنحرف فكر قديم ، ولكن اختلف المؤرخون في نشأته وبداية ظهوره : فذهب بعضهم إلى أنه بدأ في القرن الأول للميلاد عند " الغنوصيين " وهؤلاء كانوا ينظرون إلى الشيطان على أنه مساوٍ لله تعالى في القوة والسلطان... ثم تطور هؤلاء إلى " البولصيين " الذين كانوا يؤمنون بأن الشيطان هو خالق هذا الكون ، وأن الله لم يقدر على أخذه منه ، وبما أنهم يعيشون في هذا الكون فلا بد لهم من عبادة خالقه " المزعوم " إبليس . كما وجدت تلك العبادة في بعض " فرسان الهيكل " الذين أنشـأتهم الكنيسة ليخوضوا الحـروب الصليبية سنة 1118م ، وهزمهم صلاح الدين عام 1291م . وقـد أُعدم رئيسهم " جـاك دي مولي " وأتباعه . وقد صوروا الشيطان على شكل قط أسود ، ووجدت عندهم بعض الرموز والأدوات الشيطانية كالنجمة الخماسية التي يتوسطها رأس الكبش كما يقول داني أوشم . وقد اختفت تلك العبادة لزمن طويل ، ولكنها بدأت تعود في العصر الحديث بقوة حتى وجـدت منظمات شيطانية لعبدة الشيطان كمنظمة ) ( ona ) في بريطانيا ، و ( osv ) في إيرلندا ، و" معبد سِت " في أمريكا ، و" كنيسة الشيطان " وهي أكبر وأخطر هذه المنظمات جميعاً ، وقد أسسـها الكاهن اليهودي الساحر ( أنطون لافي ) سنة 1966 ، ويقدر عدد المنتمين إليها بـ 50 ألف عضو ، ولها فروع في أمريكا وأوروبا وإفريقيا ...... (ونستكمل فى الحلقه الثانيه ) حبيت اجيبلكم لكم صور عبدة الشيطان نسأل المولى عز وجل أن يحفظ المسلمين من هذه العقائد الضالة ، وأن يهدي الناس إلى الدين الحق دين محمد صلى الله عليه وسلمالحمد لله على نعمة الاسلام وكفى بها نعمة | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() | ![]() |
![]() | المشاركة رقم: 3 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| ![]() :فلسفتهم في الحياة :::: عبـاد الشيطان قوم لا يؤمنون بالله ، ولا بالآخرة ، ولا بالجزاء والجنة والنـار . ولذلك فقاعـدتهم الأساسية هي : التمتع بأقصى قدر من الملذات قبل الممات كما يقول اليهودي " لافي " في كتابه ( الشيـطان يريدك Satan wants you ) : الحياة هي الملذات والشهوات ، والموت هو الذي سيحرمنا منها ، لذا اغتنم هذه الفرصة الآن للاستمتاع بهذه الحياة ، فلا حياة بعدها ولا جنة ولا نار ، فالعذاب والنعيم هنا. : الأعيـاد: عنـدهم عدة أعياد في السنة أشهرها عيد كل القديسين أو الهالوين ( Halloween ) ويزعمون أنه يوم يسهل فيه الاتصال بالأرواح التي تطلق في هذه الليلة . : طقوس وعبادات: أما طقوس القوم فهي بين أمرين : إما طقوس جنسية مفرطة ، حتى إنها تصل إلى درجة مقززة ممجوجة إلى الغاية . وإما طقوس دموية يخرج فيها هؤلاء عن الآدمية إلى حالة لا توصف إلا بأنها فعلاً شيطانية ، والتي لعل أدناها شرب الدم الآدمي المأخوذ من جروح الأعضاء ، وليس أعلاها تقديم القرابين البشرية " وخاصة من الأطفال " بعد تعذيبهم بجرح أجسامهم والـكي بالنار ، ثم ذبحهم تقرباً لإبليس ، على الجميع لعـائن الله المتتابعات . وقد أشار المؤلف البريطاني المعاصر " بنثورن هيوز " أنه حتى القرن السابع عشر ، كان هناك قدر كبير من الرقص الطقوسي في الكنائس الأوروبية ، وكان الانغماس العميق في الرقـص يؤدي إلى انحـلال قيـود الساحرات ، وتفكك قواهـن استعدادا لبلوغ قمة السبت . وتلك هي ذروة الطقوس التي يضاجعهن فيها الشيطان ، ويغرق معهن في أشد الملذات الحقيرة إثارة ، ثم ينتهي احتفال السبت بعربدة جنسـية عارمة لا قيود لها . ويبدو أن هذه الطقوس لم تزل مستمرة حتى أيامنا هذه ، فقد أشار سيبروك "Seabrook" أنه شاهد طقوس القداس الأسود في نيويورك وباريس وليون ولندن . ويصف المؤلف البريطاني المعاصر " جوليان فرانكلين " هذه الطقوس قائلاً : يقام القداس الأسود في منتصف الليل بين أطلال كنيسة خربة ، برئاسة كاهن مرتد ، ومساعداته من البغايا ، ويتم تدنيس القربان ببراز الآدميين . وكان الكاهن يرتدي رداءً كهنوتيًا مشقوقًا عند ثلاث نقاط ، ويبدأ بحرق شموع سوداء ، ولا بد من استخدام الماء المقدس لغمس المعمدين من الأطفال غير الشرعيين حديثي الولادة . ويتم تزيين الهيكل بطائر البوم والخفافيش والضفادع والمخلوقات ذات الفأل السيء ، ويقوم الكاهن بالوقوف مادًّا قدمه اليسرى إلى الأمام ، ويتلو القداس الروماني الكاثوليكي معكوسًا . وبعده مباشرة ينغمس الحاضرون في ممارسة كل أنواع العربدة الممكنة ، وكافة أشكال الانحراف الجنسي أمام الهيكل . ويجزم فرانكلين أن كثيرًا من الناس في العصر الحديث يجتمعون لإقامة القداس الأسود بشكل أو بآخر ، وعلى سبيل الاستدلال ، فقد اكتشف حاكم إيرشاير في اسكتلنده أن هذه الطقوس كانت تقام في إحـدى كنائس القرن السابع عشر المهجورة التي تهدمت أركانها ، ومن بين الدلائل التي وجدها نسخة من الإنجيل مشوهة ، وزجاجة خمر قربان مكسورة ، ورسم لصليب مقلوب بالطباشير على الهيكل . وفي عام 1963 كتبت إحدى الأميرات قصة جنسية لمجلة بريطانية عن القـداس الأسود الذي شهدته بنفسها . ومن الحقائق المعترف بها أن ذلك القداس قد انتشر بشكل كبير في شمالي انجلترا ، وأصبح شائعًا لدرجة مساواته بالأحداث البارزة عم 1963 م . وقد انتشرت موجة من أفلام السينما الأوروبية والأمريكية في السبعينيات تتحـدث عن مثل هـذه الطقوس بما فيها ممارسة الجنس مع الشيطان | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() | ![]() |
![]() | المشاركة رقم: 4 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| ![]() نكتفي بهذا القدر عن هذه الديانة المقرفة والمقززة والتي أقوم على الإلحاد والفجور وعادات مقززة كماذكرنا والتي تعبتر للموسيقى جزءا منها | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() | ![]() |
![]() | المشاركة رقم: 5 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| ![]() الموضوع الآخر أهل الكتاب اليهود والنصارى وهناك تشابه في أوامر الدين واختلاف في تنفيذ الشرائع وتطابق في الأصول نختصر ذلك في سؤال على موقع الإسلام ويب تقدمت به نصرانية وجاءها الجواب | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() | ![]() |
![]() | المشاركة رقم: 6 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| ![]() لحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فنشكر للأخت السائلة بحثها عن الحق، واجتهادها في معرفة الحقيقة. وإن كنا ننبه على خطئها الشديدة في تفكيرها بالانتحار، فإنه لن يعينها على ما تريده من الحقيقة، ولن ينفعها عند لقاء ربها في الآخرة، وبديل ذلك أن تتذكر رحمة الله الواسعة، وأنه سبحانه وتعالى سيهديها للحق الناصع، إن هي جاهدت وثابرت وصدقت وأخلصت في طلب الحق. ثم اعلمي ـ وفقك الله ـ أن دين الله واحد، ومبناه على معرفة الله وتوحيده وإفراده بالعبادة، ونبذ كل ما يعبد من دونه، والاستسلام والانقياد لأمره، فليس لأحد معه حكم، ولا يملك حق التحريم والتحليل إلا هو. ولا يوجد دين على وجه الأرض فيه هذه المعاني غير الإسلام، فاليهود والنصارى ينسبون لله الولد، وكفى بذلك طغيانا وظلما، يقول الله تعالى: وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ* اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ {التوبة:31،30} فانظري ـ يرحمك الله ـ كيف استوى اليهود والنصارى مع الكفار في شركهم وكفرهم، بنسبة الولد لله تعالى، وهذا من أعظم الظلم والكفر، بخلاف المسلمين الذين يعتقدون تفرد الله تعالى بالألوهية والربوبية والكمال المطلق، وأن كل ما السموات والأرض إنما هو عبد لله خلقه من العدم. قال تعالى: وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا *لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا* تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا* أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا* وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا*إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا * لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا {مريم:93،92،91،90،89،88} ولم يكتف اليهود والنصارى بذلك حتى جمعوا معه اتخاذ علمائهم وعبادهم أربابا من دون الله، يحلون لهم ما حرم الله، ويحرمون عليهم ما أحل الله، ويشرعون لهم من الشرائع والأقوال المنافية لدين الرسل فيتبعونهم عليها. فجاء الله بالإسلام ليهديهم صراطا مستقيما، ويبين لهم طريقا قويما، ويقيم عليهم بذلك الحجة، ويوضح لهم المحجة. كما قال عز وجل: يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ* يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ .{المائدة:16،15} وقال تعالى: يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ أَنْ تَقُولُوا مَا جَاءَنَا مِنْ بَشِيرٍ وَلَا نَذِيرٍ فَقَدْ جَاءَكُمْ بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ {المائدة:19} فما جاء الإسلام لأهل الكتاب إلا بالكلمة السواء التي تتفق عليها العقول المستقيمة والفطر السليمة. كما قال سبحانه: قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ {آل عمران : 64} وهذه الكلمة هي التي اتفق عليها الأنبياء والمرسلون، ولم يخالفها إلا المعاندون والضالون، ليست مختصة بأحدنا دون الآخر، بل مشتركة بيننا وبينكم، وهذا من العدل في المقال والإنصاف في الجدال، ثم فسرها بقوله { ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا }. فمن رحمة الله بأهل الكتاب أن أرسل نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم، كما قال تبارك وتعالى: لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ*رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُطَهَّرَةً* فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ{البينة:3،2،1} فلم يكن أهل الكتاب منفكين عن كفرهم وضلالهم الذي هم عليه، أي لا يزالون في غيهم وضلالهم، لا يزيدهم مرور السنين إلا كفرا { حتى تأتيهم البينة } الواضحة والبرهان الساطع، ثم فسر تلك البينة فقال: { رسول من الله } أي: أرسله الله، يدعو الناس إلى الحق، وأنزل عليه كتابا يتلوه، ليعلم الناس الحكمة ويزكيهم، ويخرجهم من الظلمات إلى النور، ولهذا قال: { يتلو صحفا مطهرة } أي: محفوظة. ثم إنه من أصول الإسلام أن أتباعه يؤمنون ويعظمون جميع الأنبياء والرسل، ويحكمون بكفر من جحد ولو نبوة نبي واحد، فهم يؤمنون بأن عيسى عبد الله ورسوله كغيره من الأنبياء: نوح وإبراهيم وموسى وخاتمهم محمد صلوات الله وسلامه عليهم جميعا. قال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا* أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا* وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَمْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ أُولَئِكَ سَوْفَ يُؤْتِيهِمْ أُجُورَهُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا{النساء:152،151،150} وقال سبحانه: آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ {البقرة : 285} أما اليهود فيجحدون نبوة عيسى ومحمد، وأما النصارى فيجحدون نبوة محمد. فاستحق الفريقان بذلك الحكم السابق، فنحن إذاًعندنا الإيمان بالله وحده وبجميع أنبياءه ورسله. فأعظم الفروق بين الإسلام وبين اليهودية والنصرانية، في قضية الإيمان بالرسل، وقبل ذلك في قضية التوحيد، فإنه لا يوجد ملة على وجه الأرض تعرف الله تعالى وتوحده وتمجده وتثني عليه بما هو أهله، وتثبت له جميع صفات الكمال وتنزهه عن كافة صفات النقص إلا الإسلام، وهذا مدخل للجواب على قول السائلة: من الله ومن صفاته؟ فنحن المسلمين نقول في جواب ذلك أوجز العبارات وأسهلها، فنتلو سورة قصيرة من كتاب ربنا تبارك وتعالى فنقول: قل هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ* لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ { الإخلاص:4،3،2،1} فهو الأحد المنفرد بالكمال، الذي له الأسماء الحسنى، والصفات الكاملة العليا، والأفعال المقدسة، الذي لا نظير له ولا مثيل. { الله الصمد } أي: المقصود في جميع الحوائج. فأهل العالم العلوي والسفلي مفتقرون إليه غاية الافتقار، يسألونه حوائجهم، ويرغبون إليه في مهماتهم، لأنه الكامل في أوصافه، العليم الذي قد كمل في علمه، الحليم الذي قد كمل في حلمه، الرحيم الذي كمل في رحمته الذي وسعت رحمته كل شيء، وهكذا سائر أوصافه، ومن كماله أنه { لم يلد ولم يولد } لكمال غناه { ولم يكن له كفوا أحد } لا في أسمائه ولا في أوصافه، ولا في أفعاله، تبارك وتعالى. أما سؤالك عن كيفية معرفة الصواب، وهل الإسلام هو الدين الصحيح أم النصرانية؟ فيكفي أن ترجعي إلى القرآن، وإلى الكتاب المقدس عند النصارى، وتقارني بينهما، فإن هذا سيؤدي قطعا مع البحث الجاد والقراءة المتأنية إلى معرفة الصواب من الخطأ، والحق من الباطل، فإن من نظر في الأناجيل الأربعة المشهورة وجد كثيرا من الاختلافات الجوهرية والأغلاط التي يستحيل معها أن يكون هذا الموجود بين أيديهم موحى به من عند الله. وقد بين العلامة رحمة الله الهندي في كتابه "إظهار الحق" وجود 125 اختلافا وتناقضا في كتابهم المقدس، ووجود 110 من الأغلاط التي لا تصح بحال، ووجود 45 شاهدا على التحريف اللفظي بالزيادة، وعشرين شاهدا على التحريف اللفظي بالنقصان، وقد سبق بيان ذلك في الفتوى رقم: 2105. هذا مع ما في الكتاب المقدس عند النصارى من نسبة العظائم والقبائح التي ينزهون عنها قساوستهم إلى أنبياء الله ورسله الكرام كالزنا وشرب الخمر. ناهيك عن كون الأناجيل لم تكتب في حياة المسيح ولا قريبا منه، وليس لها سند يمكن الاعتماد عليه. وقد سبق بيان ذلك مع بيان نقاط الضعف في الديانة النصرانية، في الفتوى رقم: 10326. وأما القرآن فقد تحدى من قديم أن يقدر الإنس والجن ولو اجتمعوا على أن يأتوا بمثله. كما قال تعالى: قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا {الإسراء : 88}. وتحداهم على الإتيان ولو بسورة واحدة من سور القرآن بعد أن صرح بأن هذا القرآن لا يمكن أن يكون له مصدر غير الله الخلاق العليم، فقال تعالى: وَمَا كَانَ هَذَا الْقُرْآنُ أَنْ يُفْتَرَى مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ * أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ {يونس:38،37} ورغم ذلك فلم يستطع العرب وهم أرباب البيان والفصاحة، وكذلك كل الأمم من بعدهم إلى يومنا هذا. وهذا بلا شك من أعظم الحجج على أن القرآن كلام الله. ومن الدلائل الواضحة أيضا على صدق القرآن ما فيه من الإخبار عن الغيب الذي لا يعلمه الخلق، ولا يمكنهم افتراؤه، وما فيه من الإعجاز العلمي الذي لم يكتشف إلا مؤخرا، كأطوار الجنين في بطن أمه، ووجود الحاجز المائي بين العذب والمالح في البحر، وهذا موضوع يستحق الاهتمام ويأخذ بالقلب للإيمان، بإقامة الحجة والبرهان، وهناك من الكتب والمواقع ما يفصل هذه المسائل تفصيلا شافيا، وراجعي للأهمية الفتاوى ذات الأرقام التالية: 6828 ، 54711 ، 74500 ، 20458 ، 63050 ، 49129. ومن معالم الحق الواضحة والقاضية بصدق الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وأحقية الإسلام، وجود البشارات الواضحة بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم في التوراة والإنجيل رغم تحريفهما والمحاولة الحثيثة لإخفاء ذلك، وقد سبق أن سقنا بعضها في الفتويين: 77017 ، 111652. وإننا نهيب بالسائلة ألا تملَّ من البحث، وأن تزيد من الجهد، حتى يهديها الله تعالى إلى صراطه المستقيم، فإن هذا الأمر أمر عظيم، يترتب عليه إما نجاة وإما هلاك، إما خلود في الجنة وإما خلود في النار. فإن الإنسان لو لقي الله بكل ذنب غير الشرك والكفر فيمكن أن يغفره الله ولن يخلد في النار، أما الشرك والكفر فهذا موجب للخلود في النار، وبهذا تعلمين مصير الرهبان والقسيسين الذين ماتوا على الكفر. قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ* يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ {التوبة:35،34} وكذلك من وُلد على ملة شركية كالنصرانية، ثم بلغ الحلم وسمع بالإسلام ونبي الإسلام ، ثم قصَّر ولم يبحث عن الحق حتى مات مشركا بالله العظيم، فمصيره إلى النار والعياذ بالله. فإنه اعتقد ما لا تقبله فطرة ولا يتصوره عقل، ويكفي مثالا لذلك: عقيدة التثليث والصلب والفداء، فإنها تدعو على نفسها بالبطلان وعلى صاحبها بالخسران. أما السؤال عن الغاية من الخلق، وعن سبب وجود الظلم والإيذاء برغم وجود الله تعالى؟ فهذه قضية في غاية الأهمية، وفهمها يفتح الطريق للمعاملة الصحيحة مع الكون من حولنا، فالله تعالى خلقنا لنعبده، كما قال سبحانه: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ {الذاريات : 56} وهذه العبودية إنما تستخرج بما يعرف بالامتحان والاختبار، وهو ما يسمى في شريعة الإسلام بالابتلاء، كما قال تعالى: الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ ليبلوكم أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً {الملك: 2} وقال تعالى: أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ{العنكبوت:3،2} وقال عز وجل: مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ {آل عمران: 179} وهذا يكون بطريقين، إما بالأحكام الشرعية التي هي الأوامر والنواهي، وإما بالأحكام القدرية، سواء ما نكره منها كالمصائب والشدائد، أو ما نحب كالأموال والأولاد، كما قال تعالى: وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ {الأنبياء: 35} فالنوع الأول يظهر به الطائع من العاصي، والنوع الثاني يظهر به الشاكر الصابر من الجحود الجزوع. ومبنى ذلك على إيثار مراد الله ومرضاته على هوى النفوس وشهواتها، فإن الأحكام الشرعية والقدرية تأتي في كثير من الأحوال على خلاف هذا الهوى، فمن آثر طاعة الله انتفع في الدنيا والآخرة، وإلا خسر فيهما جميعا. ومن شكر الله على نعمه زاده الله خيرا، ومن صبر ورضي بقضائه وقدره أحسن عاقبته في الدارين، ومن سخط باء بالخسران فيهما، وبهذه الطريقة تستخرج عبودية الله من الناس، بحيث يدور العبد بين فعل المأمور وترك المحظور، وبين شكر لله على السراء وصبر لله على الضراء. فمن فعل ذلك أفلح كل الفلاح، وتكون عاقبته دائما إلى خير، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له. رواه مسلم. وبناء على هذا الابتلاء والامتحان انقسم الناس إلى قسمين، كما قال تعالى: فَأَمَّا مَنْ طَغَى* وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا*فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى* وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى* فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى {النازعات:41،40،39،38،37} وهذا يوضح للسائلة استفسارها عن سبب الاختلاف بين الناس، بحسب إقبالهم على طاعة خالقهم ورازقهم، وإيثارهم لمرضاته على هوى النفوس وشهواتها. والظلم الذي يقع على البشر هو من جملة الابتلاء، وإن لم يحصل فيه فصل القضاء في الدنيا فسيقضى فيه في الآخرة، كما قال تعالى: وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ {إبراهيم : 42} وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته. ثم قرأ (وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد) رواه البخاري ومسلم. وراجعي في بيان هذه الحكمة من وراء الخلق الفتويين: 117638 ، 75978. وننصح الأخت السائلة ـ وفقها الله ـ بقراءة كتاب (إظهار الحق) لرحمة الله الهندي. وكتاب (الإسلام يتحدى) لوحيد الدين خان. ونسأل الله العظيم أن يشرح صدرك للحق الذي يرضيه ، وأن يهديك إلى صراطه المستقيم. اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل، فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدنا لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم. والله أعلم. | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() | ![]() |
![]() | المشاركة رقم: 7 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| ![]() كان هذا الرد على أسئلة من أرادت الوصول للحقيقة ولن نتطرق للفرق الإسلامية حتى ماندخل في تكفير أحد فالكل حسابه على الله | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() | ![]() |
![]() | المشاركة رقم: 8 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| ![]() البوذية قبل ظهور البوذية كانت الهند تعيش في ظلِّ الديانة البرهميَّة، مع ما جاءَت به من تعاليم ظالمة للناس، فجاءت البوذية تخفيفًا لِما جاءت به البرهميَّة من تعاليمَ، وإزالة ما أحدَثته من تفريق بين الناس، فالناس في الديانة البرهميَّة ليسوا سواءً؛ من حيث العبادةُ أو الزهد، بل إنهم مختلفون من حيث الطبقات والأعمال، فلقد قسَّمت البرهميَّةُ النَّاسَ إلى أربع طبقات[6]: الطبقة الأولى: وهي الأعلى، وتسمَّى طبقة البراهمة، وهم رجال الدين الذين يتبنون أحكامَه. الطبقة الثانية: وهم طبقةُ الجند، ويزعمون أنَّهم خُلِقوا من مناكب "براهما" ويَديه، وهم الحُماة والغُزاة،ومَرتبتهم دون البراهمة[7]. الطبقة الثالثة: طبقة الزُّراع والتُّجَّار، وهم مخلوقون من رُكبتي الإله، والفارق بينهم وبين من سبقهم كبيرٌ جدًّا. الطبقة الرابعة: طبقة الخَدَم والأسارى، وقد خُلِقوا من قدم الإله براهما، وهي أقلُّ الطبقات عندهم. وبعد هؤلاء هناك طبقة المحرومين وأبناء الزِّنا، والذين يتناوَلون الأعمال القذرة في المدن، والأعمال الحقيرة؛ لذا فكان أوَّلُ مَن دخَل في البوذية هم أولئك الذين ظَلَمهم التقسيمُ الطبقي البرهمي، وبعد ذلك صاروا أتباعًا لبوذا؛ لذا فإنَّ الحديثَ عن البوذية سيكون على أنها ديانة خرَجت على البرهميَّة. "والحديث عن البوذية يذكِّرنا بالطرفين المتقابلين في تصوُّر حقيقة السعادة الإنسانية، وكيفيَّة تحقيقها قديمًا وحديثًا؛ أي: الفلسفة الأبيقوريَّة قديمًا، والنفعيَّة حديثًا"[8]. فالبوذية من مُجملها إنما هي مذهب فلسفي أخلاقي، فهي فرع من فروع المذاهب المتكامِلة الأركان، مثل: المذهب الإسلامي الأخلاقي المتكامل الأركان[9]. والسؤال الذي سنعرفُه في الخاتمة: هل البوذية دينٌ كما يزعم بوذا؟ أو أنها فلسفة؟ الفصل الأول "حياة بوذا": أوَّلاً: الميلاد والنشأة: بوذا ليس اسم علم على شخصٍ بعينه، وإنما هو لقب ديني عظيم، معناه: الحكيم، أو المستنير، أو ذو البصيرة النفَّاذة[10]. ولقد أُحيطت حياة بوذا بكثيرٍ من الأساطير والخُرافات التي طمَستها معالِمُ حقيقته، حتى قال بعضُ الباحثين بأن حياة بوذا نفسها أسطورة مزعومة[11]. أمَّا عن ميلاده، فلقد اختَلف الباحثون في تاريخ ميلاده، فمنهم مَن قال: إنه وُلِد سنة 568 ق.م[12]. ويقولُ الدكتور هنري توماس: إنَّ بوذا وُلِد سنة 563 ق. م[13]، في بلدةٍ على حدود الهند، ويقولُ الشيخُ محمد أبو زهرة - رحمه الله -: إنَّ بوذا وُلِد عام 560 ق. م[14] في بلدةٍ على حدود الهند، وكان من أسرةٍ نبيلة، وكان أبوه ملكًا صغيرًا في تلك البلاد، وقد تربَّى بوذا في الرَّفاهية، وشبَّ عليها، فكان يعيش كما يعيش أبناء السادة والملوك في نعيم عظيم[15]. وعندما بلَغ مبلغَ الشباب، زوَّجه أبوه من ابنةِ ملك مجاور له، وسَرعان ما وُلِد له ولدٌ سَمَّوه "راهولا"، وبالرغم من كلِّ هذا النعيم الذي كان يعيشُ فيه، فإنه لَم يَستسلم للملاذ والشهوات، "بل كان راغبًا عن الدنيا، تاركًا ملاذها"[16]، جذَبه جانبُ الشر في الحياة أكثر مما جذَبه جانب النعيم والسرور[17]. ونتيجة لكلِّ ما سبَق فقد انقلَبَ على هذه الحياة الدنيا وما فيها من الترف والبَذخ، وأحسَّ بمشكلاتِ الناس ومتاعبهم وآلامهم، ولا سيَّما طبقة البؤساء الفقراء؛ لذا فقد قَلق واضطرَب، وترَك كلَّ شيء في قصرِه، وتوجَّه إلى غابةٍ في الهملايا. ثانيًا: العوامل التي غيَّرت حياةَ بوذا: 1- لقد توفِّيت والدة بوذا في الأسبوع الأوَّل من ولادته، وهذا الحدثُ من أهمِّ العوامل التي جعَلته ينظر إلى الحياة نظرة التشاؤم والحزن[18]. 2- يُروى أنَّ بوذا الْتَقى ذات مرةٍ بشيخٍ عجوز واهٍ، يتوكَّأ على عصاه، ويوشِك ينكفئ على صدره، فاضطرَب له بوذا وتألَّم، فقال له رفيقُه: هكذا نهجُ الحياة، ولا مَفرَّ لنا من هذا المصير، فكانت مناظرُ الألَم والشقاء من أكثر العوامل التي أثَّرت في حياته أيضًا[19]. كذلك مشاهداته في جولات المدينة للمرضى والميِّتين، وما يَحدث في هذه الحياة الدنيا الفانية من مرضٍ وآلام، وموت وغير ذلك. ولقد كتب بوذا يقولُ: "وعندئذٍ بدأتُ أسأل نفسي: ماذا لو أنني وأنا خاضعٌ لأحكام الميلاد وقد رأيت بؤسَ الحياة بعيني، ماذا لو كرَّستُ حياتي للبحثِ عن سعادة مَن لَم يولدوا بعدُ، والجد في وقف عجلة الحياة كلِّها، والسعي وراء راحةِ النَّفس في عالَم الخلود؟"[20]. ويا له من كلامٍ جميل، لكنَّه أُسِّس على عقيدةٍ باطلة. ولقد اتَّجه بعدها إلى حياةِ الزُّهد والتقشُّف، تاركًا حياة النعيم والترف. 3- كذلك فقد أثَّرت الفلسفةُ الهندوسيَّة على حياة بوذا، فقد قرَأها وعرَف اتجاهاتها إلى أن أصبحَ أسيرَها، فقد تأثَّر بميولها إلى العُزلةِ والزُّهد، والانقطاع عن الناس، فلمَّا رأى بوذا منظر المرض والشيخوخة وجثَّة الميِّت، ضَعُفَ دافع المقاومة في نفسه، ورجَح عنده الميل إلى سلوك نفس الطريق الذي سلكَه الهندوس[21]. ولقد تمكَّنت هذه النظرةُ التشاؤميَّة من فكرِ بوذا؛ حتى إنَّ والده حاوَل أن يقاومَ هذا الاتجاه ويدفعه عن ولده، ويُبعد عنه مناظر الألَم، ويُسبغ عليه مزيدًا من الملذَّات؛ ليجنبه التفكير في الآلام والشجون[22]، لكنَّ هذه الأحاسيس قد تمكَّنتْ من فكرِه ووجْدانه، فاستقرَّ رأيه على أن يدعَ صخبَ الحياة، وأن يبدأَ حياة الزُّهدِ والفكر؛ لعلَّه يصل إلى معرفة سرِّ الكون. ثالثًا: رحلة بوذا إلى المعرفة: ترَك بوذا حياةَ النَّعيم والترف، ثم هام على وجهِه في الغابات في الظَّلام على جواده، حتى إذا أسفر الصُّبح، فيُصبح وقد أماط عنه كلَّ حِلْيَة يَلبسها، وأرسَلها مع حصانه إلى منزله[23]، أو قابَل قرويًّا تبادَل وإيَّاه الملابس[24]. لقد ظلَّ بوذا على هذا الحالِ، واستقرَّ به المقام في الغابة ست سنوات، قابَل فيها راهبَيْن من البراهمة، فبَقِي معهما وتتلْمَذ عليهما، وأراد عن طريقِهما أن يصلَ إلى غايته، لكن بعد فترة تأكَّد له أن ما يعيشان فيه من زهادةٍ وتقشُّف شيءٌ مقصود لذاته، كأنه الغاية التي يتطلَّعان إليها، وكان بوذا يريد الزهادةَ وسيلة لمعرفة أسرار الكون، وليس غاية مقصودة؛ لذا فقرَّر هجْر هذين الراهبين، وقرَّر أن يسعى بنفسِه لنَيْل المعرفة، وكَشْف أسرار الكون، وقد سلَك من أجْلِ هذا وسائلَ متعددة؛ كالتصوُّف والفلسفة[25]. لقد بدأت رحلتُه بالعُزلة والتكشُّف، ثم خلَع ثيابَه، واكتَفى برقاع أو أوراق شجر يَستر بها عورتَه، وأهمَل الطعامَ والشراب والملاذَّ، ويقال: إنه كان يَبتلع مقدارًا ضئيلاً من الطعام، بلَغ أحيانًا حبَّة من الأرز في اليوم الواحد. وقد اتَّخذ كلَّ هذا سبيلاً لكشْفِ أسرار الكون، وقام بألوانٍ من الرِّياضات النفسيَّة؛ ليُطهِّرَ نفسَه. لقد أمضى بوذا في هذا الصِّراع سبع سنين، ولَم يحسَّ في نهايتها بأيِّ أثر يوصله إلى غايته، وبعد أن ضَعُفَ جسمُه وقلَّت قوَّته، وجَد أنَّ هذه الطريقةَ لَم تُجْدِ نفعًا منه إلاَّ العذاب الذي ناله[26]. ونتيجة لِما سبَق فقد أقدَم بشجاعةٍ على ما لَم يكن معهودًا على نُسَّاك عصره، فأعلَن تمرُّدَه على هذه الطريقة، وهجَر حياةَ التقشُّف، وعاد إلى طعامه وشرابه وكسائه، وأعلَن أنَّ خير وسيلة إلى غايته عقلٌ يتغذَّى في جسمٍ سليم[27]، وقد خيَّب فِعْله هذا أتباعه ففارَقوه، لكنَّه رغم ذلك لَم يغيِّر شيئًا من أفكاره وفلسفته، وبينما هو يمشي وحيدًا موحشًا، مال إلى شجرةِ تينٍ في غابة؛ ليتناول طعامَها، ويتفيَّأ ظلالها، ويُنعم النظر في حالِها وفي حال العالم أيضًا، وساءَل نفسَه: ما سبب تبرُّمي وتبرُّم البشرِ جميعًا؟ وما مصدرُ الشقاء والمرض؟ وما عِلَّة الشيخوخة وبشاعة الموت؟[28]. ولقد طال به المقامُ تحت هذه الشجرة، وأحسَّ برغبة في البقاء تحتها بعض الوقت، وفي هذا المكان حدَث ما كان يتمنَّاه، فانشرَح صدرُه، ولاحَت له أضواء كاشفة، فخرَج على ضوئها ونورها من التأمُّل والتعبُّد[29]. يقول بوذا عن هذه اللحظة: "سَمِعت صوتًا من داخلي يقول بكلِّ جلاءٍ وقوة: نعم في الكون حقٌّ أيها الناسك، هناك حقٌّ لا ريبَ فيه، جاهِد نفسَك اليوم حتى تنالَه"، فمكَث تحت الشجرة، وألْزَم نفسَه الجلوس تحتها؛ حتى يعرف الحق الذي يُنشده، يقول: "فجَلَست تحت تلك الشجرة في تلك الليلة من شهر الأزهار، وقلتُ لعقلي وجسدي: اسمعا، لا تَبرحا هذا المكانَ؛ حتى أجد ذلك الحقَّ، لينشف الجلد، وليقف الدَّمُ عن الجَرَيان، لن أقومَ من مقامي؛ حتى أعرف الحقَّ الذي أنشدُه، فيُنجيني"[30]. ولكن السؤال الذي يطرحُ نفسَه: كيف عرَف بوذا هذا الحقَّ؟ إنَّ هذا من الأمور الغامضة في حياة بوذا، ويفسِّر ذلك الإشراق والضوء الذي عرَف به سرَّ الكون، وللدكتور الرامبوري تفسير دقيق لهذه اللحظة، يقول - رحمه الله -: "إذ أخَذته نزعة سماوية، فغاب عن نفسه وعن كلِّ ما حوله، وطَفِق يطرأ عليه حال بعد حال، ويلحق طورًا وراء طور، ثم عاد شعوره يتجلَّى رويدًا رويدًا، فأشرَق الكونُ لَدَيه، وانشرَح صدرُه، ورأى الكونَ في تكوُّناته وتقلُّباته، فذاق سرورًا ما خطَر ببالِه من قبلُ، ووجَد قوةً ما استشعَر بها قطُّ، فأبصَر ينابيعَ الحياة، وأحاط بمنابعِ الآلام، واستوعَب منابت البؤس، واكتشَف مقاليد السرور، ورأى سبيلاً يَهدي إلى تلاشي الأحزان وزهوق الآلام، فأدرَك متمنَّاه ونال مُبتغاه، وتخلَّصَ من تقلُّبات الحياة، ونجا من حزازات الآلام، وتيقَّظ شعوره، وتنوَّرت بصيرتُه، واستوى على عرشِ البوذيَّة، وصار بوذا عالِمًا متنورًا"[31]. وقد سجَّل بوذا هذه اللحظةَ الحاسمة، فقال: "لَمَّا أدرَكت هذا، تحرَّرتُ من الهوى، وتحرَّرت من شرورِ الكون الأرضي، تحرَّرت من شرور الخطأ، تحرَّرت من شرورِ الجهل"[32]. أمَّا عن الشجرة التي يجلسُ تحتها بوذا عندما تَمَّ له الكشف، وسُمِّيت "شجرة العلم"، أو "الشجرة المقدَّسة"، "وقد احتلَّت عند البوذيين مكانةً سامية، مثل مكانة الصليب عند المسيحيين"[33]. وبعد أن تمَّ له الكشف، وعرَف أسرار الكون، استقرَّ رأيه على أن ينشرَ دعوته، فترَك الغابةَ إلى مدينة "بنارس"، ودعا رفاقَه الخمسة الذين زامَلوه في فترةِ جهاده وتقشُّفه، فقَبِلوا دعوته، ثم جمَع حولَه مجموعةً من الشباب بلَغ عددهم مائتين، وعلَّمهم مبادئ دعوته، ووكلَ إليهم القيامَ بنَشْرها، والْتَفَّ حول دعوته عددٌ كبير من الرجال والنساء، واشْتَهَرت دعوته باسم "النظام". رابعًا: أسباب نجاح دعوة بوذا: 1- اضطراب النَّاس وحَيْرتهم في الهند، كانا داعيين لقبول أيِّ مذهب يَرِد، أو أي فكرة تخطرُ بالبال، فلو أتَت البوذية أو غيرها من الأديانِ لتنقض البرهميةَ ونظامها الطبقي، لقَبِلها الناسُ. 2- قول بوذا بإلغاء الطبقات، وقد كان ذلك داعيًا إلى أن يتبعَه كثيرٌ ممن انحطَّت طبقاتهم، أو كانوا يحسون بثورة ضد هذه الطبقات المتعدِّدة. 3- كان لصفات بوذا عامل كبيرٌ في نجاح دعوته التي من أبرزها عداؤه للتعصُّب الديني الذي كان ظاهرة واضحة عند البراهمة، واعتَبرَ التعصُّب أعدى أعداء الدين، ومن أهمِّ عوامل سقوطه، ومن صفاته أيضًا: عداوته للغضب والبطش؛ "فلم يُعْرَف عنه أنه سبَّ أو سَخِط، أو نطَق لسانه بكلمةٍ جارحة أو قاسية"[34]. 4- كذلك من الأسباب المهمَّة التي أدَّت إلى نجاح دعوته، أنه لَم يتعرَّض لفكرة الإله، ولَم يتعارَض مع آلهة الهندوس، فكان ذلك داعيًا لدخول كثيرٍ من الهنود في البوذيَّة، مع ولائهم لآلهة الهندوس؛ يقول: د. أحمد شلبي: "وبدأ البوذيون أنفسهم الذين يقوم مذهبُهم على عدم الاعتراف بالإله، يعترفون بالآلهةِ الهندوسيَّة، ويتقرَّبون إليها"[35]. 5- أيضًا من عوامل نجاح الدعوة البوذيَّة أنها كانت دين الخلاص، فقد زَرَعتْ في نفوس الفقراء والمحرومين الأملَ في التحرُّر من الشقاء، لكنَّها كغيرها من الأديان لَم تكن تسعى إلى استئصالِ جذور الشقاء من الحياة الاجتماعية الواقعيَّة. 6- أما نشاط الأتباع، فهو أهم شيء في نشْر المراد نشره؛ لذا فقد كان هذا العاملُ من الأسباب المهمَّة في نجاح الدعوة، فلقد ربَّاهم بوذا على تحمُّل المشاق في سبيل نَشْر الدعوة، وقد كان يختبرُ الذين يقومون بالدَّعوة اختبارًا دقيقًا، وتلميذه "بورنا" خيرُ مثال على هذا، حينما أرسَله إلى قبيلة "سرونا بارانتا"، واستطاع "بورنا" بصبره وثباته دعوتَهم إلى البوذيَّة، وكانت النتيجة أن آمَنوا بها كلُّهم واتَّبعوها[36]. الفصل الثاني: "آراء بوذا الفلسفية": تمهيد: لَم يكن بوذا نبيًّا ولا صاحبَ دين، وإنما هو باحث فيلسوف مُفكِّر، عاش على الأرض، وفكَّر فيما حوله من الأحياء، وما ينزل بهم من متاعب؛ لذا فقد فكَّر في وضْع حلٍّ لهذه المتاعب، اعتنى بوذا بالناحية الأخلاقيَّة والمبادئ السامية أكثر من عنايته بالناحية العقَديَّة. لذلك يقرِّرُ الدكتور أحمد شلبيأنَّ البوذية فلسفة وليستْ دينًا، فيقول: "فإنَّ بوذا لَم يكن صاحبَ دين، فقد رأيناه لا يتكلَّمُ عن الله، بل ربما سَخِر ممن تكلَّموا عنه، غير أنَّ أتْباع بوذا بعده رَفَعوه إلى درجة الآلهة، وقَبِلوا كلامَه على أنه حقائق لا يتطرَّق إليها شكٌّ، وهم بهذا يرفعون فلسفةَ بوذا إلى مستوى الدين، ويرون أنه لَم يتكلَّم عن الله؛ لأنه هو الله، فالبوذيَّة بناءً على رأي بوذا فلسفة"[37]. بينما يرى د. محمد إسماعيل الندويأنَّ البوذية ليست فلسفة إطلاقًا، بل هي رياضة وعمل؛ نظرًا لاعتمادِ بوذا من أوَّل وَعْظه على العملِ لتحقيق مبادئه، ثم شَرح هذه الأمور بأسلوبٍ بسيط، وعلى طريقة الحوار، وفي تسلسُلٍ وترتيب طبيعي، ومراعاة لكلِّ الجوانب النفسية والإنسانية[38]. أولاً: الإله: إنَّ مسألةَ الألوهيَّة تُعَدُّ من أغمض الأمور في البوذية، فإننا لا نجد في تعاليم ومبادئ بوذا ما يدلُّ على إيمانه بإله واحدٍ أو عدَّة آلهة، ومن هنا اعتقدَ بعض الباحثين أنَّ بوذا كان مُلحدًا؛ لذا فلا يحاولُ أحدُ البوذيين الخوضَ والتفكير في الله ووجوده وذاته مُطلقًا"[39]. لكنَّ الدكتور الندوي يُقرِّر أنَّ هذه تهمة وجِّهت إلى بوذا ظلمًا وزُورًا؛ لأنَّ الإلحاد يوجب إنكار الله وقُدرته صراحة ووضوحًا، لكنَّ بوذا "على الرغم من التشويهات في كلامه وأقواله، فإنه لا يوجد نفيٌ صريحٌ يدلُّ على إنكارِه لله، بل كل ما نراه هو موقف الصمت الرهيب والسكوت الكامل إزاء الله"[40]، فلم تتعرَّض البوذية لفكرة الألوهيَّة بإثباتٍ أو نفي، لكن الأستاذ حامد عبدالقادر يرى أنَّ البوذيَّة الأولى كانت تعترف بوجودِ الآلهة التي كانت عند البراهمة، والدليل على ذلك "دخول كثير من أتْباع البراهمة في البوذية مع بقائهم على البراهمية؛ نظرًا لإعجابهم بالمنهج الأخلاقي عند بوذا"[41]، إلاَّ أنَّ البوذية تُقرِّرُ أنَّ براهما "الإله" عُرضةٌ للتغييرِ والفناء مثله مثل باقي الكائنات، وتُنكر أنَّ وجودَه مستمَّدٌ من ذاته، وأنَّه كائن روحاني مجرَّد من الشوائب[42]! ويرى الشيخ محمد أبو زهرةأنَّ بوذا ليس من الذين يُنكرون فكرةَ الإله، ويقول: "بل إن منتحلي نِحلته كانوا جميعًا يؤمنون بقوة مسيطرة على العالم، ولَم يَمنعهم ذلك من أن يَجمعوا بين عقيدتهم ومذهبه، إلى أن قال: فذلك دليل يظنُّ معه أنه ليس من دعايتِه إنكار الإله"[43]. وكما نرى فريقًا من الباحثين يُنكرون رفضَ بوذا لفكرة الإله، فعلى الجانب الآخر يوجد آخرون يُثبتون إنكار بوذا لفكرة الإله، ومن هؤلاء الباحثين: د. أحمد شلبي - رحمه الله - الذي يرى أنَّ بوذا تحاشَى الكلام عن الإلهيَّات، أو ما وراء الطبيعة، فقال: "وعلى هذا لَم يعنَ بوذا بالحديث عن الإله، ولَم يشغل نفسه عنه إثباتًا أو إنكارًا، وتحاشى كلَّ ما يتَّصل بالبحوث اللاهوتيَّة وما وراء الطبيعة؛ إذ يرى أنَّ خلاص الإنسان متوقِّف على الإنسان نفسه، لا على الإله، ويرى أنَّ الإنسانَ صانع مصيره"[44]. ويؤكِّد أنَّ اتجاه بوذا إلى الإنكار أكثر من اتجاهه إلى الإثبات. وفيما يبدو أنَّ البوذية أنكرَت فكرة الإلهورفَضتها، بل لا وجود للإلهيَّات في البوذيَّة، فقد كان بوذا يرى أنَّ الكلامَ في الإلهيَّات من الخُرافات، وقد كان يَنصحُ تلاميذَه بالابتعاد عن هذه الأفكارِ؛ لأنَّ "إقامة الأخلاق عنده على رمال ما وراء الطبيعة غير الثابتة، سوف يؤدِّي إلى الانهيار"[45]. إنَّ بوذا لا يُحرِّكُ ساكنًا، ولا يُبدي نظرًا في الأمور الغيبيَّة، ولذلك مثالٌ: "ذات يوم سأله أحد تلاميذه: هل العالم أبَديٌّ، أو له نهاية؟ فأجاب بوذا: لا قيمةَ للبحث في أبديَّة العالم، أو في نهايته، فأنا لَم آتِ في هذه الدُّنيا؛ لكي أشرحَ هذه المسائل، بل جئتُ إليها؛ لكي أُبيِّنَ السبيل إلى النجاة من هذه الحياة وآلامها، وبناءً على ذلك، لا علاقةَ لي بهذا السؤال المذكور، ومن ثَمَّ فإني أعتبره لا قيمة له"[46]. بل ويزيدُ الأمرَ على هذا، فيَسخر بوذا ممن يقولُ بوجود الإله، وكان من قوله في ذلك: "إنَّ المشايخَ الذين يتكلَّمون عن الله، وهم لَم يروه وجهًا لوجهٍ، كالعاشقِ الذي يذوبُ كمدًا وهو لا يعرف مَن هي حبيبته، أو كالذي يَبني السُّلَّم وهو لا يدري أين يوجد القصر، أو كالذي يريد أن يَعبر نهرًا، فينادي الشاطئ الآخر ليقدمَ له"[47]. وقد ذهَبوا إلى أنَّ الإنسان مسؤول عن نفسه وعن مصيره، وأن ليس للآلهة من الأمر شيء، "فإمَّا أن يظلَّ الشخص مقيَّدًا بقيود هذا العالم، أو يتحرَّك من هذه القيود والشرور، وأن أي شخص لا يستطيعُ أن يتغلَّب على رجل انتصَر على ذاته، حتى الآلهة لا يُمكنها أن تنتصرَ على رجل غلَب نفسه"[48]. وعندهم أنَّ ناموس الطبيعة هو الذي يسيطرُ على كلِّ شيء، وهو يقضي ألاَّ يدومَ العذاب والجحيم إلى ما لا نهاية، وهذا الناموس عندهم: "لا يَخضع لذاتٍ قُدسي، يتصرَّف فيه كيفما يشاء، بل ذلك النَّاموسُ مستقلٌّ بذاته، نافِذ بنفسه" [49] . سبب رفض فكرة الإله: إنَّ موقفَ البوذيين من الاعتراف بالإله، كان ردَّ فِعْل لسوء تصرُّفِ طبقة من البراهمةواستبدادهم، فخاف البوذيون أن تتكوَّن عندهم طبقة لاهوتيَّة كالبراهمة إن قالوا بالإله، فأنْكَروه وأهْمَلوا الكلام عنه لهذا الغرض"، ونتَج عن هذا أنَّ البوذيَّة اتَّجَهت بعد وفاة بوذا إلى تأْلِيهه"[50]. أمَّا عن سبب الخَلْط والاختلاف والإبهام في العقيدة البوذية - التي سادَها أنواعٌ من الغموض والملابسات - فكان سبب ذلك أنَّ تعاليمَه كانت تتناقلُها الألسنُ اعتمادًا على الذاكرة قُرابة أربعة قرون، وفي خلال هذه المدة الطويلة أُضِيفت إلى عقيدته وتعاليمه إضافاتٌ كثيرة، ونُسِبت إليه أمورٌ عديدة[51]. ثانيًا: الكارما: "مبدأ الكارما": إنَّ النفوس البشرية عند بوذا عُرضة للتحول الدائم والتعرُّض المستمر للفناء، على عكس ما قالته البراهمة، "فالنفوس عند البراهمة مستقرَّة، لا يَعتريها التحوُّل، ولا يلحقُها العطَبُ أو الفناء"[52]. وبالرغم من ذلك فإنَّ البوذية شأنها شأن الدِّيانات الهنديَّة، تأثَّرت بمبدأ التناسُخ الذي يَستلزمُ القول ببقاء الذات، أو بعض عناصرها على الأقل، وهذا يتنافى مع مبدأ الكارما وفيه تناقضٌ واضح، إلاَّ أنَّ بوذا أشار إشارة مُبهمة لحلِّ هذه المشكلة، فرأى أنَّ أيَّ فردٍ من البشر مكوَّن من مجموعة من العناصر البدنيَّة والعقليَّة، وهي خمس مجموعات، هي[53]: 1- مجموعة الصفات البدنيَّة. 2- مجموعة الإحساسات. 3- مجموعة الإدراكات الحسيَّة. 4- ثالوث الفكر والقول والعمل. 5- الحالات الشعوريَّة الأخرى. وعند الموت تَنفصل هذه المجموعات عن بعضها البعض، فيَفنى الفرد، ولا يُصبحُ له وجود باعتباره فردًا مستقلاًّ، له مميزاته الخاصة، ومع أنه بهذا يفنى، إلاَّ أنَّ مبدأ الكارما الخاص به يَبقى، وهذا المبدأ يكون سببًا في وجود الإنسان في بيئة مناسبة مخلوقًا جديدًا، لا يتذكَّر المخلوق السابق، ومع أنَّ المخلوقَ الجديد يعد في نظر بوذا من الناحية الخلقيَّة امتدادًا لوجود المخلوق السابق، وترتُّب الوجود اللاحق على الوجود السَّابق هو الذي يسمَّى بالتناسُخ[54]. وفكرة النَّفس عند بوذا من الأمور التي يَكتنفها الغُمُوض والإبهام، وهي إحدى نُقَط الضَّعف في الفلسفة البوذيَّة. ثالثًا: التناسُخ: إنَّ مبدأ التناسخ من المبادئ المشتركة بين الدِّيانات الهنديَّة على اختلاف تصوُّرها، وخلاصة المبدأ أنه"إذا لَم يكن هناك بدٌّ من تنفيذ حُكم القصاص، بأن تنال الرُّوح جزاءها، فلا مناصَ من انتقالها بطريقة ما إلى كائنٍ آخر؛ لتكفِّر عن سيِّئاتها إن كانت شِرِّيرةً في الحياة الأخرى، أو لتحظى بنوع من الرُّقي والسعادة، إن كانت قد سلَكت مسلكَ الخير من قبلُ"[55]. ومن هذا يتَّضحُ أنَّ مبدأ التناسخ عند بوذا نتيجة حتميَّة لمبدأ الكارما؛ إذ إنَّ سبب التناسخ أنَّ الروحَ خرَجت من الجسم، وما تزال لها أهواء وشهوات مرتبطة بالعالم المادي لَم تتحقق بعدُ، وثانيها: أنها خرَجت من الجسم وعليها ديون كثيرة في علاقتها بالآخرين لا بدَّ من أدائها، فلا مناصَ إذًا من أن تستوفِيَ شهواتِها في حيواناتٍ أخرى، حتى إذا اكْتَمَلت الميول ولَم يَبق للإنسان شهوة، وأُزِيلت الديون، فلم يرتكب الإنسان إثمًا، نَجَت رُوحُه وتخلَّصت من تَكرار المولد أو التناسُخ. يقولُ الدكتور مصطفى حلمي - حَفِظه الله - عن عقيدة التناسخ عندهم: "تقوم عقيدة التناسخ أو تَكرار الولادة على أساس فكرة العقاب، فإذا مات الإنسان الشِّرير لا تَنتقل رُوحه إلى إنسانٍ آخر، بل يجوز أن تحلَّ في كلب أو شجرة، أو أي حيوان آخر؛ طيِّب، أو شِرِّير، وما يزال تَكرارُ الوفاة، فالولادة إلى أبدِ الآبدين، إذا لَم تستطع أن تتجرَّدَ من الشهوات تجرُّدًا تامًّا، فإذا استطاعَت أن تتخلَّصَ من إسار البشر، فإنها ستندمج مع الكلِّ؛ لتنعمَ بالاتحاد معه، وبهذا الاتحاد تَنجو من العذاب الذي يتجلَّى في الولادة الجديدة المتكررة"[56]. ولقد استدلَّ البوذيَّة على عقيدة التناسُخ بالمشاهدة، فقالوا: "إنَّنا نرى في الحيوان بعضَ صفات الإنسان، وفي الإنسان بعض صفات الحيوان، فإنَّ لدى الحيوان قابليَّة التعلُّم، ومعرفة ضروريَّات الحياة، والقيام بأعمالٍ بعضها مُتقن مُحكم من غيرِ مُعلِّم، ومعرفة تربية الوليد وتعليم أخلاق أبَوَيه وعادات جِنسه، أمَّا الإنسان فمنه مَن يَميل إلى النُّفرة والعُزلة، والافتراس والاغتيال، أو الميل إلى الشجاعة أو الجُبن، أو الكرم أو الشُّح، أو السكون أو البَطش، أو النفع أو الضُّر، أو اللين أو القسوة، مما هو من خصائص الحيوان"[57]. وعلى الجانب الآخر ينكر د. الندويأن يكون للبوذية نصيبٌ من عقيدة التناسخ، بل عنده أن بوذا ذمَّ عقيدة التناسخِ وحارَبها بكلِّ الوسائل، فقال: "لقد اعتقَد بوذا أنَّ عقيدة التناسخ هي أُمُّ الخبائث وأُسُّ المشكلات والآلام والويلات؛ ولذلك حارَبها بكلِّ الوسائل في تعاليمه، وبهذا تكون دعوته ثورة على الكهنوتيَّة الآريَّة، والسيطرة الطبقيَّة"[58]. ولقد شنَّ حربًا شعواء على هذه العقيدة، لكنَّه لَم يأت ببديل إيجابي للتناسخ كما يبدو من قراءة آثاره، ولا نعرف على وجه اليقين ماذا كان يعتقدُ عن الرُّوح بعد مفارقتها الجسدَ الإنساني فور الموت؟". ويأتي بما قاله الباحثون في ذلك، فيقول: "يعتقد الباحثون أنه كان يؤمن بنوعٍ من البرودة بعد الموت؛ أي: لا حياة ولا موت، ولا بعث ولا نشور، ولا ثواب ولا عقاب، وفي نفس الوقت لا عدم ولا فناء"[59]. إلاَّ أنَّ د. محمد إسماعيل الندوي، لَم يأت - فيما أرى - بدليل واحدٍ يدلُّ على أنَّ بوذا حارَب عقيدة التناسخ، في حين أنَّ أقواله وأقوال تلاميذه وأتباعه، تؤيِّدُ قوله واعتقاده بالتناسخ، وهذا اللبسُ والغموض الموجود في عقيدة التناسخ عند البوذية، هو أيضًا إحدى نقاطِ الضَّعفِ في البوذية. الفصل الثالث: "الأخلاق عند بوذا": إنَّ الجزءَ الخصيب والإيجابي في البوذيَّة، هو مذهبُها في الأخلاق وإصلاح المجتمع، وتخفيف ما فيه من شقاء، وهذا الكلام بعيد عن الاختلاف بين آراء الباحثين: هل البوذية دين أو فلسفة؛ أي: مذهب أخلاقي. وبعدما خاض بوذا تجارِبَه، "كانت النتيجةُ التي توصَّلَ إليها أنَّ الآلامَ والأحزان والمشكلات التي يعانيها كلُّ فرد في الحياة غني أو فقير، إنما سببُها الآمال والرَّغبات والشهوات التي تراودُ الإنسان دائمًا"[60]. فلقد لاحَظ بوذا أنَّ الحياة مليئة بالأكدار والآلام، بل هي عبارةٌ عن آلام تَتبعها أحزان، تجعل الإنسان يعيش في تعبٍونغص دائمٍ، كما لاحَظ أنَّ منشأ تلك الآلام هو اللذات والأماني التي تتبعُها الرَّغبات، فقال: "لولا انبعاث اللذات ما كانت الآلام، ولولا استهواء الأماني التي تبعثها اللذات، ما كانت آلام الحِرمان؛ لذلك كان لا بدَّ لمحوِ الآلام من القضاء على أصلها، وذلك يكون بالقضاء على اللذات وآمالها وأمانيها، ولا يتمُّ هذا إلاَّ إذا راضَ الشَّخصُ إرادتَه على هجْر اللَّذات جُملة ومُجاهدتها؛ ليكون للإنسان القدرة التامَّة، فلا يناله الحِرمان من لذَّة بسبب الألَم"[61]، وقال أيضًا: "لولا ثلاثة في الدُّنيا، لَمَا ظهَر بوذا ولا الشريعة، وما هذا الثالوث إلاَّ المولد والهَرَم والموت"[62]. وطبقًا لهذه النتيجة التي توصَّل إليها، أقام فلسفتَه الأخلاقيَّة على حقائقَ أربع، هي: 1- هذا العالم مَليء بالألَم[63]، وهي عنده حقيقة واقعة، فكلُّ فردٍ عند بوذا يولَد أولاً، ثم ينمو، ثم يُدركه المرض، ثم تَلحقه الشيخوخة، ثم يموت، وهو في كلِّ مرحلة من هذه المراحل يعاني من الآلام والأحزان، "فيأسف عند مفارقة الأحباب، ويَغضب أشدَّ الغضب إذا اعتدَى عليه ظالِمٌ له، ويتألَّم إذا أصابَه سوء، أو حلَّ به مرض[64]. 2- هذا العالم المؤلِم، له مصدر وسبب يجب كشفُه[65]، وسبب الألَم ومصدر الغم والحزن هو الشَّهوة؛ فالإنسانُ تتحرَّك في نفسه شهوات حسيَّة ورَغبات دنيويَّة، فتَشتاق نفسُه إلى الاستمتاع باللذات، وسبب هذا الحزن أنه في الغالب لا يستطيعُ تحقيقَ أمانيه، فيَعتريه الحزن، ويُحيط به الغمُّ من كلِّ جانب، فالشهوة مَنبع الحزن ومصدر الهمِّ والغمِّ"[66]. 3- معرفة سبب الألَم تقودُنا إلى الوسيلة التي بها نقضي على الألَم، فلكي يتخلَّص الإنسان من هذه الآلام والأحزان، يجبُ عليه أن يتغلَّبَ على الشهوات والملذَّات، "وأن يقطعَ كلَّ صِلة تربطه بالحياة المادية"[67]. 4- للقضاء على الشَّهوات والملذَّات، يجبُ أن يتَّبعَ الإنسانُ أسلوبًا صحيحًا[68]، وأن يَسلكَ المسلكَ المكوَّن من ثمانية عناصر؛ أي: يَتَّبع في حياته ثمانيةَ مبادئ تُسَبِّب له السعادة، وتَكفل له الرَّاحةَ والتحرُّر من أغلال الحياة ومتاعبها. أمَّا عن المبادئ الثمانية، فهي: 1- العقائد الصحيحة، ويُراد بها: الإيمان بالحقائق الثلاث الأولى من الأربعة المتعلِّقة بالهمِّ والحزن. 2- الأغراض الشريفة؛ أي: الاتجاه إلى عمل الخير دائمًا، واجتناب الاتجاه إلى الشر والتفكير فيه. 3- القول الطيِّب، ويُراد به حِفظ اللسان من الكذب والنميمة، والسبِّ واستهزاء الناس. 4- العمل الصالح، وهو عمل كلِّ ما ينفع الناس، متضمنًا الابتعادَ عن الأعمال الشِّريرة، كالاعتداء على الأرواح - بشريَّة، أو حيوانيَّة - والأموال والأعراض. 5- اتِّباع خُطة قويمة في الحياة وكَسْب العيش، بمعنى الإحسان إلى الناس، وعدم كسب المال إلاَّ من وجوهه المقبولة في المجتمع. 6- بذْل الإحسان والجُهد الصادق في الأعمال، وغَرْس الاتجاهات الطيِّبة المقبولة، والبُعد عن النزعات الشِّريرة. 7- الاهتمام؛ أي: انغماس الإنسان في عمله، ومتابعة السَّيْر فيه، دون الشعورِ بيأس في الحال. 8- صدق التأمُّل الرُّوحي، وهو التفرُّغ للتبتُّل والرياضة والانغماس فيها[69]. ويلخصُ بوذا المبادئ الثمانية في ثلاث كلمات، وهي: "الشفقة، التقوى، المحبَّة"، إلاَّ أنَّ الشفقة عند بوذا لها معنًى خاص، ويقصد بها الشفقة على جميع الكائنات الحيَّة؛ لأنه كان يَعتقد خلال عمليَّة التناسخ بمرور كلّ واحدٍ منَّا بأشكالٍ كثيرة من الكائنات؛ حيوانية وبشريَّة معًا، "ونتيجة لذلك يربطنا جميعًا رباطٌ مشترك من العذاب"[70]. ولذلك فقد اعتَبر بوذا القتلَ خطيئةً؛ سواء في حقِّ إنسان، أو في حقِّ أي حيوان من الحيوانات، "فليس للبوذي أن يقتل حيوانًا في لَهْوٍ كالصيد، أو في جدٍّ كذَبْحه للأكْل، بل عليه أن يرفقَ بالحيوان ويَعده أخاه في الخَلْق، ولا يراه خلقًا أدنى منه"[71]. الوصايا العشر: ترتَّب عند بوذا على هذه المبادئ الثمانية الإيجابيَّة عشر وصايا سلبيَّة، منها خمس وصايا إلى العامة وجميع الناس، وأخرى للرُّهبان وتلاميذ بوذا، أمَّا عن الخمس العامَّة، فهي: لا تقتل، لا تَسرق، لا تزنِ، لا تكذب، لا تتناول مُسكرًا. والخمس الأخرى الخاصة، هي: 1- لا تتناول طعامًا يابسًا بعد الظهر. 2- لا تَحضُر حفلات الغناء والرقص والتمثيل. 3- لا تَنَمْ على فراش وثير. 4- لا تقبل من أحد ذهبًا ولا فِضَّة. 5- لا تتزيَّن بأيِّ نوع من أنواع الزينة، ولا تَستخدم أيَّ نوع من أنواع الطِّيب[72]، لكنَّ بوذا يرى أنَّ هناك قيودًا عشرة تحولُ دونَ بلوغِ الإنسان درجةَ النجاة والسلام، وهي كالتالي[73]: 1- الوهم الخادع في وجود النَّفس. 2- الشك في بوذا وتعاليمه. 3- الاعتقاد في تأثير الطقوس والتقاليد الدينيَّة. 4- الشهوة. 5- الكراهية. 6- الغرور. 7- الرغبة في البقاء المادي. 8- الجهل. 9- الاعتداء الذاتي. 10- الكبرياء. ومن الممكن تحطيم هذه القيود العشرة عن طريق الإيمان بالحقائق الأربعة، واتِّباع المبادئ الثمانية والتخلُّق بها، وبذلك يصلُ الإنسانُ إلى النرفانا أو النجاة "المزعومة". أساس المصائب والأحزان عند بوذا: 1- الجهل:هو الشيء الوحيد الذي يدفعُ الإنسان إلى السير وراء الشر، فهو يخفي حقيقة الحياة عن نظر الإنسان، والجهلُ هو الباعث على تعلُّقنا بالشيء الوهمي، وهو الباعثُ على أن يفضِّل الإنسان نفسه عن سائر المخلوقات والميْل إلى الحياة نتيجة للجهل، فهو علَّة المعلولات لوجوده ووجودك"[74]. 2- الفرديَّة: أو الأنانية التي تَنبعُ منها آلام الحياة؛ لذا فهي شر، وأكبر مصيبة هي حب النفس، ومن ثَمَّ يُصبح الشخص متكالبًا على الحياة ومتعطِّشًا للذَّة، وآلام الإنسان تتزايد بقدر اهتمامه بهذا الوجود الفاني؛ لذا فعلى الإنسان أن يؤمنَ بأنَّ الفردية هي مظهر العبث في الحياة، وسبب جميع الآلام[75]. وهناك رغباتٌ أخرى تَكمن في النفس، وتظهر بقوة وتسيطر عليها، وتُسَبِّب لها الآلام والأحزان، وهي: 1- ميل الإنسان إلى إدراك النجاح. 2- ميل الإنسان إلى الشهوة. 3- ميل الإنسان إلى الخلود. المعاصي عند بوذا: تعريفها: هي عشر يجب محاربتُها؛ منها أربع ترتبط باللسانِ، وهي: (الكذب، الافتراء، والسب، والإساءة)، وثلاث ترتبط بالذهن؛ وهي: (الطمع، الخطأ، التهور)، وثلاث تتعلَّق بالجسم؛ وهي (الكذب، السرقة، الزنا)[76]. الفضيلة عند بوذا: أن يكونَ الإنسانُ مُطلعًا على فضيلة الخير، وليس مُطلعًا عليها بمعرفتِها فحسب، وإنَّما بالعمل بمقتضاها، ومعرفة فضيلة الخير لا تكون بادِّخار المعلومات الكافية عن الأخلاق والإلهيَّات، بل عليه أن يثبتَ حُسن نيَّته في كلِّ عمل يقوم به. مبدأ الحب عند بوذا: إنَّ هذا المبدأ من أبرز المبادئ عنده، وهو نوعان: 1- حبٌّ أصغر، مثل: حب الأم الذي يَحملها على أن تحرصَ على حياة ولدها، ولو أدَّى ذلك إلى أن تُضحِّي بحياتها. 2- حبٌّ أكبر، وهو حبٌّ لا حدَّ له لجميع الكائنات، وأن يشعرَ قلبه بالمحبَّة الخالصة من جميع الشوائب المصلحيَّة لكلِّ ما في العالم، فهذه الحالة القلبيَّة عنده هي أفضل ما في الوجود[77]، وهو حبُّ النفس الكبرى، وهو حبٌّ شامل يُقيم بين جَنبيه الجميع[78]. أنواع التخلُّص من الأفكار الشِّريرة: للتخلُّص من الأفكار الشِّريرة عند بوذا خمسة أنواع: 1- استبدال الأفكار الملوَّثة بالأفكار النبيلة. 2- مواجهة الأفكار الملوَّثة برجولة، واعتبارها وخيمةَ العاقبة، وسببًا من أسباب الحزن. 3- البُعد عن الأفكار الملوثة. 4- محاولة التفكير في الأفكار الملوَّثة بشيءٍ من التَّحليل، وحينئذٍ تصلُ إلى حقيقة هذه الأفكار السيِّئة. 5- مُحاربة كلِّ الأفكار الملوَّثة بكلِّ قوة[79]. وإذا استطاع الإنسان التغلُّب على هذه الأفكار السيِّئة الملوَّثة، يستطيع بعدها أن يُدركَ نور الحقيقة، ويكون مهيَّئًا لبلوغ النرفانا. "والنرفانا": هي حالةٌ من الهدوءِ الذي يصلُ إليه الإنسانُ بعد التغلُّب على النفس، أو إخماد نار الشهوة والنفور من الجهل، وطلب الكمال[80]. إنَّ كلمة النرفانا من الكلمات التي يصعب تحليلُها وشرْحُها في البوذية، أو في أي ديانة هنديَّة أخرى، فهي من الألفاظ الغامضة المُبهمة، ولها أكثر من تفسير، والتعريف السابق هو المُجمل. النرفانا ليس معناها الفناء الأخير، وإنَّما هي التحرُّر العظيم؛ أي: "إلقاء البضاعة الزائدة من رغباتنا الشخصيَّة؛ حتى لا يعوقنا شيءٌ عن اتحاد أنفسنا مع الكون[81]. ويُطلق عليها حُكماء البوذيَّة حالة الخلاص؛ أي: إن "هدف المعرفة هو تخليص الإنسان من الشَّقاء والعذاب، وأنَّ هذا الخلاص ممكن على الأرض"[82]. ولقد عبَّر عنها بوذا بقوله: "عندما تَخمد نار الشهوة، فتلك هي النرفانا، وعندما تخمد نار الكراهية، فتلك هي النرفانا، وعندما تَكبح جِماح الكبرياء، فتلك هي النرفانا، ليس لي أن أعلم شيئًا واحدًا هو محو العذاب"[83]. ومن خلال مبدأ النرفانا عند بوذا، فإنَّ الإنسانَ عنده مثل الشُّعلة التي لا تَحترق، فهو في تغيُّر دائمًا، وللتخلُّص من هذا الحريق أو التغيُّر، لا بدَّ من الوصول إلى النرفانا؛ "أي: يجب إخماد نار الشهوات بماء الحِكمة، والعمل على ألاَّ نتعرَّض لمصائب الوجود، والتناسُل عنده هو أكبرُ جُرمٍ يَرتكبه الإنسان في حقِّ نفسه"[84]. فالولادةُ والموت هما أساسا الآلام والأحزان، ولا بد من التخلُّص منهما، وهذا مما لا يقبلُه عقلٌ ولا منطق، ولَم يقل به عاقل، فيقول بوذا: "لولا ثلاثة من هذه الدُّنيا، لَما ظهَر بوذا ولا الشريعة، وما هذا الثالوث إلاَّ المولد والهَرَم والموت"[85]. تربية بوذا لأتباعه: لقد ربَّى بوذا أتباعَه على مبدَأين مهمَّين لنجاح دعوته، وهما: الجماعة، والمحبَّة، ومبدأ المحاورة والمناقشة، ونهاهم عن الفرديةِ والأنانية. أمَّا عن المحاورة، فلم يكن بوذا يعترف بأنَّ هناك شيئًا مقدَّسًا أو مُسَلَّمًا به، وكان دائمًا يدعو تلاميذه إلى المحاورة ومناقشة كلِّ ما يقال، وألاَّ يقبلوا كلامَه على أنه مسلَّمٌ به، فأقام مذهبه على أساس "اقْبَل وانظُر"، وليس على أساس التعصُّب للرأي[86]. المرأة عند بوذا: لَم تكن المرأةُ منعزلة عن المجتمع، لكنَّه تردَّد في أن يَجعلها من أتباعه؛ حتى إنه حذَّر من التعامل مع النساء، وقد سأله ابن عمه ذات مرة: كيف نعامل النساء؟ فقال: لا تنظر إليهنَّ، فقال له ابن عمه: ولكن إذا اضطُرِرنا للنظر إليهنَّ، قال له: فلا تُخاطبهنَّ، فقال له ابنُ عمه، ولكن إذا خاطَبْنَنا، فأجاب بوذا: إذًا كُنْ على حذرٍ تام منهنَّ. ولقد ظلَّ ابن عمه يلحُّ عليه لضمِّ النساء، ورأى أنَّ في ذلك خطرًا على المجتمع وعلى البوذية أيضًا، فقال "لو لَم نضمَّ المرأة، لدام النظام الخالص طويلاً، أما الآن بعد دخول المرأة بيننا، فلا أراه يدوم طويلاً"[87]. وقال في موضعٍ آخرَ: "إذا عاشَرت النساء اعتبرهنَّ بمكان الأمِّ لك لو كنَّ عجائزَ، واعتبرْهنَّ شقيقاتٍ لك إن كنَّ شابات"، وحذَّرَ أتباعَه وتلاميذه من المرأة كثيرًا، فقال: "إنَّ المرأة مثل التمساح الذي ينتظر على ضفة نهر الحياة؛ ليلْتَهمَ أوَّل سابحٍ يراه"[88]. الكتب البوذية المقدَّسة: لقد حَفِظ أتباعُ بوذا عنه أحاديثَه ومبادئه وخطبَه، ولكن بعد وفاته ظهَر الخلاف بينهم، فعقد أتباعُه مجلسًا سنة 483 ق.م؛ ليُزيلوا أسباب الخلاف، واستقرَّ رأيهم على كتابةِ مبادئ بوذا وحِفْظها في كُتب، وقسَّموها ثلاث مجموعات، وسَمَّوها بالسلات الثلاث. وتحتوي السلةُ الأولى على العقائدِ، وسُمِّيت: سلة العقائد. والسلة الثانية تحتوي على الشريعة، وسُمِّيت: سلة الشريعة. أما الثالثة فتحتوي على الحكايات، وسَمَّاها: سلة الحكايات. وهذه السلات الثلاث يُقال لها القانون البالي؛ نسبةً إلى اللغة الباليَّة التي دُوِّنت بها[89]. الفصل الرابع: في نقد المذهب الأخلاقي عند بوذا: إنَّ المذهبَ البوذي في الأخلاق يبدو ظاهرًا لامعًا جذَّابًا؛ لاحتوائه على توجيهاتٍ في محاربة أهواء النفس ورَغباتها، لكن إذا دُقِّق النظر فيه تهاوى وتساقَط أمام الأعين، ويقدَّم النقد إليه في عدةِ أمور، هي: 1- فكرة الإحساس بالألم والشعور بالشر، قد سيْطَرت على عقولِ البوذيين أنفسِهم، وشكَّلت الجوهر الأساس لمذهب بوذا، واعتبر الحياة؛ إمَّا ألَمًا واقعيًّا يتقلَّب فيه الإنسان طيلة حياته، وإمَّا سرورًا ولذَّة مآلها أيضًا إلى الألَم[90]. ولقد وجَّه بوذا أنظارَ أتباعه إلى الآلام، وألَحَّ عليها بشكل يُورِث التشاؤم، ويَجعل النفس كئيبة، ويُصبح في مستقرِّها الآلام، وربما أدَّى استمرار هذه الحالة إلى عدم تخلُّص الإنسان من الألم، بل يَزداد ألَمًا وكمدًا؛ لأنَّ المُثابرة على ذلك تُعمِّق الإحساس بالألَم أكثر وأكثر؛ مما يجعلُ الإنسان "وكأنه يغرق في دوَّامةٍ من دوَّامات البحر، فتغوص بالسابح، ولا تترك له فرصةَ الطفو على السطح؛ لأنها لا تُقدِّم له طوق النجاة"[91]. ومما يؤكِّد ذلك قولُ بوذا عن الكون: "الكونُ بأجمعه مُلتهب، الكونُ بأجمعه محفوف بالدُّخَان، الكون بأجمعه تُحيط به النار، الكون بأجمعه مُرتعد"[92]. وهذه النظرةُ التشاؤميَّة إلى الحياة ليست مُبغضة؛ لأنَّ رؤية الألَم وحْده، وجَعْل الحياة كلها آلامًا - لا تُعبِّر عن الواقع الذي يمرُّ به الإنسان، فإنَّ الحياة بالرغم من آلامها تَكتنفها الكثير من ألوانِ السرور والبهجة المتعدِّدة؛ كالصحة والمال، والأهل والأولاد، والنِّعم الأخرى: من مأكلٍ، ومشرب، وملبس، وهناك مصادر أخرى للسرور والبهجة، منها: رؤية آيات الله تعالى في الكون والمخلوقات، ورؤية البحار والأزهار، والشمس والقمر، والنجوم وغيرها من آيات الجمال في الكون. أيضًا مما اعتقَده بوذا أنَّ الولادة والموت أساس كلِّ الآلام، فهل خُيِّر الإنسان قبل أن يأتي إلى هذه الدنيا، وأُخِذت موافقتُه في المجيء إلى هذه الدنيا؟ إن الإنسان لا يَملك اختيارًا في هذا الأمر؛ فكله لله - عزَّ وجلَّ - الذي بيده الأمر كله. هل استطاع بوذا بكلِّ هذه التعليمات والتوجيهات التي أتى بها، أن يمنعَ نفسَه من الموتِ وألَمه، بل مات بوذا وأحسَّ بألَم الموت، ومات أتباعه، فالموت مقدَّر على كلِّ البشر، وحِرمان النفس من اللذائذ المباحة من هذه الدنيا، يَمنعها من الاستمرار في الاتجاه الصحيح على عكس ما قال بوذا. 2- إنَّ المذهبَ الأخلاقي عند بوذا تَنقصه الفضائل المتنوعة بتنوُّع الحياة الإنسانيَّة، كالفضائل في العلاقات الاجتماعيَّة، والفضائل العامَّة، والعلاقات الدوليَّة، وأيضًا في مجال الفضيلة الشخصيَّة نفسها كمبدأ "النية"، باعتبارها لبَّ العمل الأخلاقي[93]. 3- تخلو المبادئ الثمانية عند بوذا من تعريف معنى الصحيح، وما مقدار الصِّحة وحْدها، فإنَّ الناس يختلفون في معنى السلوك الصحيح، والبعض يرى الصدق فضيلة وسلوكًا صحيحًا، والبعض الآخر يراه سلوكًا مرفوضًا؛ لأنه يوقِع في مشكلات. 4- تخلو البوذيةُ من فكرة الثَّواب والعقاب، فما الثواب لِمَن يعملُ بالوصايا العشر؟ وما العقاب لِمَن يُخالف هذه الوصايا؟ وهو ما يسمَّى في علم الأخلاق بعناصر الإلزام أو وسائل الرَّدع، "وهي التي تُلزم الناس بسلوك الطريق القويم، وتردع المنحرفين الخارجين عنها"[94]. 5- أي بناء أخلاقي لكي يكون متماسكًا، فلا بدَّ له من عقيدةٍ تقوِّيه، لكن البوذية خلَت من عقيدة الإله، بل مال بوذا إلى إنكار الإله، وتَبِع ذلك إنكارُ العبادات؛ لأن العبادات لا تكون إلاَّ بوجود فكرة الإله، ونتَج عن ذلك أن "نقل البوذيون بوذا من معلِّم إلى رائدٍ، ثم إلى إله"[95]، واخترعوا ألوانًا من الصلوات والأدعية. 6- إنَّ هذا المذهبَ أقرب إلى الخيال من الواقع، فليستْ فيه حدود مميزة تُعَرِّفنا كيفية اجتياز مرحلة الاتجاه إلى مرحلةِ الإشراق، ثم التفكير فالسلوك، فالمبادئ الأخلاقيَّة التي وضَعها بوذا تجعلُ من المرء إنسانًا آليًّا يَسير على قُضبان كالقطار، وينتقل من محطةٍ إلى أخرى، ويقطع مسافة ما لينتقل إلى غيرها، لا يَنحرف يمينًا أو يسارًا بحُكم طبيعة الخط الحديدي الذي يحكمُ حركتَه[96]. وإذا سلَّمنا بنجاحِ البعض في اجتياز هذا المنهج، فلا يصلحُ تعميم الحُكم على جميع البشر، وإن صلح في مرحلة عُمر الإنسان المتأخِّرة، وبواسطة الرجال الحُكماء الذين يُغلِّبون صوت العقلِ، وتَضْعُف شهواتهم، فلا يَصلح لمرحلةِ الشباب المُتَّسِمة بالحيويَّة والنشاط[97]. كما لا يناسب العاملين في حقولِ الزراعة والتجارة والصناعة التي تستنفدُ جهودَ أصحابها، ولا تترك لهم وقتًا للتأمُّل النظري البحت. 7- لقد فرَض بوذا على أتباعه عدمَ أخْذ الذهب والفضة، وعدم ذبْح الحيوانات؛ سواء في لهوٍ، أو اتخاذها كذبيحة للطعام، وفرَض عليهم أكْلَ وجبة واحدة في اليوم وقت الفجر، وأن يحملوا في أيديهم طبق الإحسان، أو الكشكول ينتقل به من بيتٍ إلى بيت؛ ليجمع قوتَ يومه، فإنَّ ألوفًا مؤلَّفة من البوذيين يعيشون على التسول، ولكن هل يمكن أن يعيش عالم بأكْمله على التسوُّل والصَّدقات؟ وهل من الطَّبيعي أن تُمتهنَ النفس هكذا، وأن نُعَرِّضها لطلب الصدقةِ دون حاجة؟ وقد دَعَت هذه الفكرةُ بعض المُفكِّرين إلى الاعتقاد بأنَّ ما تعانيه البلاد التي سادها التفكير البوذي من كسلٍ أو قلَّة سعي في ميدان الحياة ليس إلاَّ نتيجة هذه العقيدة[98]! 8- مما يؤخذ على بوذا رَفْضُه لقَبول النساء، ثم قَبولهنَّ بتردُّد وخوف، وإشارة إلى خطرهنَّ على النظام، وتحذيره لأتباعه من المرأة، ووصْفها بالتمساحِ الشَّرس، وهذا تفريق قاسٍ بين المرأة والرجل، وإهدار لحقِّ المرأة، وظُلم لها ولحقوقها. 9- رفَض بوذا دخول الأبناء في دعوته، إلاَّ بعد الحصول على إذن الآباء[99]، وهذا فيه ظُلم للأبناء، وفيه منافاةٌ لحرية الاعتقاد. | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() | ![]() |
![]() | المشاركة رقم: 9 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| ![]() الماسونية : منظمات سرية سياسية ، تهدف إلى القضاء على الأديان والأخلاق الفاضلة ، وإحلال القوانين الوضعية والنظم غير الدينية محلها ، وتسعى جهدها في إحداث انقلابات مستمرة ، وإحلال سلطة مكان أخرى بدعوة حرية الفكر والرأي والعقيدة . وتسعى الماسونية لإعلاء شأن اليهودية وأنصارها ، ولذلك فإن كثيرا من أعلام اليهود أعلام في الماسونية . وينظر للاستزادة إجابة السؤال رقم : (34576) ، والسؤال رقم : (111876) . ثانيا : للماسونية علاقة وطيدة بالموسيقى ، فكثيرا ما يعبرون عن أفكارهم ومبادئهم بأنواع من الموسيقى الصاخبة الجالبة لشياطين الإنس والجن . وقد وجدت الماسونية في الجمعيات الرياضية والفرق الموسيقية مرتعا خصبا لنموها في عقول الناشئة . ومن أشهر أعضائها ، واحد من أعلام الموسيقى ، وهو "موتسارت" الذي ألف للماسونية أوبرا "النايات الساحرة". ومن أشهر الموسيقيين اليهود ، والذين وطدوا العلاقة بين النظريات الماسونية اليهودية وبين الموسيقى : - كورت زاكس : وكان ممن يعظم ويضخم دور اليهود فى تاريخ الموسيقى القديم، وقد خصص لهم في بعض مصنفاته (23) صفحة ، يتكلم فيها عن ذلك . - أرنست بلوخ : الذي كانت موسيقاه متعلقة بالتراث والعقيدة اليهودية . - عامنون شليواح : تولى رئاسة مركز بحوث الموسيقى اليهودية ، وله أبحاث ومقالات في ذلك، وقاد بعثتين إلى سيناء - بعد النكسة - لدراسة الموسيقى هناك؛ الأولى: كانت عام 1968: للبحث فى موسيقى سيناء، وكانت الرحلة مكونةً من هيئتين إسرائيليتين، هما: أرشيف الصف الوطنى، ومركز بحوث الموسيقى اليهودية . والثانية: فى عام 1971، وفيها تمت دراسة فنون سيناء الشعبية (الرقص والغناء)، وقد رحلوا محملين بما يزيد عن 20 ساعة من التسجيلات اللحنية ، وخلص تقريرهم إلى أن الألحان السيناوية ليست مصرية ، وإنما هى لشعب الله المختار (اليهود) وجاء مصر مرة ثالثة ، بعد التطبيع، لإلقاء محاضرة ، تشرح طبيعة العلاقة الحميمية وتستخدم الماسونية الموسيقى كنوع من أنواع التأثير الباطني على أتباعها ، وتعد موسيقى الروك تعبيراً صريحاً عن هذا التوجه الشيطاني، وتعد نوعاً من أنواع الثورات الثقافية : الاجتماعية، والسياسية، والاقتصادية، والأخلاقية، والروحية ، فيتم استبدال العلاقات الإنسانية بالمجتمع والفرد والوسط المحيط ، بالمفاهيم الشيطانية للحياة . ومثل هذا يعدّ جزءا من المشروع الواسع ، الذي وضعته وتموله المنظمات الماسونية. والغاية من هذا المشروع : هي السيطرة على جميع القوى الاقتصادية، والسياسية، والعسكرية، والدينية، وغيرها، بهدف تأسيس حكومة عالمية واحدة . وقد وجدت العلاقة الوطيدة بين عبدة الشيطان وبين الماسونية ، بل إن عبدة الشيطان فرع من فروع الماسونية ، ويسخّرون جميعا الموسيقى لمخاطبة الدواخل البشرية ، عن طريق شفرات شيطانية توحي بها هذه الموسيقى المعدة خصيصا لذلك ، ولهم علماء نفس متخصصون وشعراء وملحنون يضعون الموسيقى والكلمات ويشجعون على سماعها ، لإيصال رسائل يتقبلها العقل الباطن للمستمع ، حتى وإن كان جاهلا باللغة التي تغنى بها الأغنية . ومن الناحية الجسدية : فلهذه الموسيقى تأثير على حاسة السمع والبصر والإدراك، وتصيب القلب بالخفقان الزائد، وتؤثر على عملية التنفس وتسبب إفرازات هرمونية مكثفة ، مما يؤدي إلى انقباض في الحنجرة ، وآثار في غاية السوء . | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() | ![]() |
![]() | المشاركة رقم: 10 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| ![]() أتباع " شهود يهوه " – و" يهوه " هو اسم الرب في اللغة العبرية ، ويُطلق عليهم " برج المراقبة " - يزعمون أنهم " نصارى " ، والواقع يشهد أن النصارى يتبرأون منهم ، فبعضهم يراهم مبتدعة ! وآخرون يكفرونهم ! وسبب التكفير أن " شهود يهوه " لا يؤمنون بالمسيح أنه الله ! وإن كانوا يعتقدون أنه إله من الآلهة – يعني أنه إله من الدرجة الثانية – والعياذ بالله - ، وهكذا ينظر أتباع " شهود يهوه " لغيرهم من النصارى ، حتى إن قائمة المحرمات عندهم تشمل " الذهاب إلى الكنائس " ! وكل واحد منهم يتهم الآخر بأنَّ نسخته من الإنجيل مزورة !. والذي يظهر أنها منظمة واقعة تحت سيطرة اليهود وأنها تسوِّق لعقائدهم وأفكارهم ، وخاصة فيما يتعلق بأحداث نهاية العالَم ، وقد بان كذبهم في تنبؤات كثيرة ادعوا فيها حدوث نهاية للعالم وفناء للبشرية ، مما تسبَّب في خروج جماعات منهم من دينهم وتخلوا بعدها عن أفكارهم . ومن أبرز عقائدهم أن عيسى بن مريم أول وأعظم مخلوقات الله تعالى ولأنه أطاع الله فاستحق أن يكون إلهاً ! وأنه هو الذي خلق الخلائق ! وأنه في السماء ملَك اسمه " ميخائيل " – رئيس الملائكة - وفي الأرض بشر اسمه يسوع المسيح ! كما يعتقدون أن الهيئة الحاكمة لمنظمتهم تُختار وتوجَّه من الرب ! وأنها القناة الوحيدة لإيصال تعليمات الرب إلى الناس . فلا فرق في الحكم من حيث الكفر بينهم وبين النصارى الآخرين ، وكل الطوائف النصرانية تشتمل عقائدها على وثنيات وشرك بالله تعالى . وبما أن طائفة " شهود يهوه " تنتسب للنصرانية ، ومرجعها الإنجيل : فهي فرقة نصرانية ، لها من الأحكام ما لباقي فرق النصارى . جاء في " الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة " ( 2 / 658 ) - في التعريف بطائفة " شهود يهوه " - : " هي منظمة عالمية دينية وسياسية ، تقوم على سرية التنظيم وعلنية الفكرة ، ظهرت في " أمريكا " في النصف الثاني من القرن التاسع عشر ، وكما تدعي أنها مسيحية ، والواقع يؤكد أنها واقعة تحت سيطرة اليهود وتعمل لحسابهم ، وهي تعرف باسم " جمعية العالم الجديد " إلى جانب " شهود يهوه " الذي عرفت به ابتداء من سنة 1931م ، وقد اعترف بها رسميّاً في " أمريكا " قبل ظهورها بهذا الاسم وذلك سنة 1884م " . انتهى . وجاء فيها – أيضاً - : " يمكن اعتبارهم فرقة مسيحية منفردة بفهم خاص ، إلا أنهم واقعون تحت سيطرة اليهود بشكل واضح ، ويتبنون العقائد اليهودية في الجملة ، ويعملون لأهداف اليهود . تأثروا بأفكار الفلاسفة القدامى واليونانيين منهم بخاصة . لهم علاقة وطيدة بإسرائيل وبالمنظمات اليهودية العالمية كالماسونية . لهم علاقة تعاون مع المنظمات التبشيرية والمنظمات الشيوعية والاشتراكية الدولية " انتهى من " الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة " ( 2 / 660 ) . | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() | ![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدلالية (Tags) |
مذهب, معاشرة, موسوعة, منظور, الحجازي, الصوت, تنفيذ, ومعتقدات, والجماعة |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
| |
![]() | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
توبيكات راس السنه 2013 | الر آ سي | الهواتف الذكية وملحقات الجوال | 7 | 02-07-2013 07:31 AM |