شهدت حلقة برنامج الثامنة مع الزميل داوود الشريان قصة "درامية" واقعية عندما التقت الأم السورية المصابة بالجلطة بابنتها "ملكة" المفقودة منذ 8 أشهر بعد أن قضت في سجون النظام السوري فترة عصيبة بتهمة "الإرهاب"، وتخللها كل صنوف العذاب بالكهرباء .
وتكشف "سبق" بعض كواليس الحلقة التي بدأت قبل بثها بـ5 أيام عندما توصلت الفتاة السعودية "ملكة" لفريق البرنامج وعرضت عليهم قضيتها، عندها عملت إدارة البرنامج على مخاطبة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف ولي العهد وزير الداخلية طلبًا لـ"لمّ" شمل العائلة بعد أن تأكدوا من حال السيدة وزوجها وأطفالها.
ووصلت الأم "الستينية" إلى الرياض قادمة من العاصمة اللبنانية بيروت قبل بثّ الحلقة بـ13 ساعة وهي لا تعلم تحت أي سماء تقيم ابنتها، فيما لا تعلم "ملكة" فوق أي أرض تعيش والدتها، غير أنَّ البنت ترغب في طرح معاناتها ربَّما يأتي الفرج من هناك أو هناك.
وعملت إدارة البرنامج على تجهيز سيارة إسعاف تتبع للهلال الأحمر السعودي تحسبًا لأي طارئ لحظة لقاء العائلة، خصوصًا أنَّ الأم للتو تعرَّضت لجلطة، كما قامت بإبعاد الأم عن ابنتها، حيث وصلت الفتاة في وقت مبكر، وجلست في الاستديو، في حين وصلت الأم قبل 45 دقيقة من البث، وبقيت في صالة التشريفات، وكان المخطط المتفق عليه مع الأم أنَّها ستظهر على الهواء لتناشد البحث عن ابنتها، غير أنَّ الحلقة بدأت لتشاهد الأم ابنتها أمامها عبر الشاشة الداخلية، وتصاب بالصدمة والذهول، وتنطلق التكبيرات والتهليل، ثم يُسمح لها بالخروج على الهواء، وتتعالى الصيحات والبكاء.
وأعلن مذيع الحلقة داوود الشريان عن توجيه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف ولي العهد وزير الداخلية بمنح العائلة إقامة دائمة، الأمر الذي أدخل الفرح وضاعف نوبات البكاء بهذه البشرى.
يذكر أن قصة "ملكة " بدأت عندما أصيبت والدتها بجلطة على الحدود السورية، وتعرضت قبل زواجها لحرمان من إرث والدها على الرغم من محاولاتها التوسل لأخيها، لكنه رفض، فتوفي وذهبت "ملكة" لأبناء أخيها بعد وفاته والذين طردوها وسبّوها ، بعدها تزوجت من ابن خالها هناك، وأنجبت منه طفلاً وطفلة، إلا أن النظام السوري ألقى القبض عليها، واتهمها بأنها إرهابية، وعذبها باستخدام الكهرباء ، وعادت للسعودية، وتركت طفلتها الرضيعة وطفلها ووالدتها المريضة وزوجها، وقضت ثمانية أشهر لا تعلم عنهم شيئاً ، حتى سجلت إنسانية الأمير محمد بن نايف موقفآ نبيلآ بجمع شتات الأسرة.
يذكر أنَّ طلبات الظهور من الجالية السورية في برنامج "الثامنة" إنهالت بكثافة منذ البارحة أملاً في تحقيق ذات "المستحيل"، ونسج قصة مماثلة لـ"ملكة" التي ولدت من رحم اليأس إلى فضاء الحياة مجددًا